قال معهد brookings في تقرير له، إن أعضاء الاتحاد الأوروبي والصين اتفقا خلال القمة المهمة بين الجانبين في 9 أبريل في بروكسل على خريطة مسار لترتيبات تجارية ثنائية معينة تستهدف تقليل الممارسات التجارية والإعانات غير العادلة، مشيرا إلى صفقة نهائية مرتبطة بالتجارة محتملة تتضمن منظمة التجارة العالمية ستتبعها قريبًا، قد تلبي إمكانية الوصول الأكثر حريةً إلى سوق الصين المحمي للصادرات والاستثمارات الذي يطالب به الأوروبيون. وأوضح التقرير أن الاتفاقية المحتملة ستزيد أكثر من طموح الصين في أن تصبح القوة الخارقة بالعالم في القرن الحادي والعشرين، وذلك أساسًا بالحصول على الوصول الكامل إلى السوق الأوروبي الضخم، مبينا أن مبادرة «حزام واحد طريق واحد» الخاصة بالصين ستقدم منصة حيوية تساعد على تحقيق ذلك. مشروع طريق الحرير يُمثل مشروع طريق الحرير عددا من الطرق ذات مسارات فرعية حيوية تتمثل في التالي: * الأول على الأرض ويُحيي طريق الحرير القديم من سيناء إلى الصين وحتى روما، ويصل الطريق من الصين وحتى روسيا مسار شمالي يربط الصين بأوروبا عبر إيران، كما أن المسارات جميعها تمر عبر آسيا وأفريقيا، بحيث تربط شرق آسيا بأوروبا وروسيا. * الجزء البحري من طريق الحرير يربط بحار الصين مع البحر الأبيض المتوسط عبر المحيط الهندي، والبحار العربية، والبحر الأحمر. * اتباع استراتيجية «سلسلة من اللؤلؤ» والتي تركز أساسا على الاستحواذ على الموانئ القيمة استراتيجيًا، بما في ذلك ميناء بيرايوس اليوناني في أثينا، ومن المقرر أن تربط لؤلؤة تالية الموانئ في إيطاليا. نقل البضائع قال التقرير إن هذا التعهد الضخم متعدد الأجزاء سيربط المسارات الأرضية والبحرية من أجل نقل البضائع والخدمات بشكل فعّال بين الشرق والغرب، بحيث تركز على إنشاء بنية تحتية للنقل والطاقة وكذلك الاستثمارات البحرية في الموانئ المهمة إستراتيجيًا. وأشار إلى أن هذه المسارات الأرضية والبحرية ستؤثر على أوروبا بلا شك، لافتا إلى أن الدول الأعضاء مختلفين بخصوص إذا ما كان يجب التعاون مع الصين في هذا المشروع الضخم. طبيعة التوازن التجاري اعتبر التقرير أن التوازن التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي هو السبب الأول الذي استشهد به المشككون في مشروع طريق الحرير، حيث إنهم يخشون من ظهور عجز تجاري سيئ إذا استمرت الصين في الحفاظ على سوقها محميًا، إذ أنه في العام 2018، كان العجز التجاري بالاتحاد الأوروبي مع الصين 185 مليار يورو، حيث صدرت الدول ال 28 من الاتحاد الأوروبي سلعا وخدمات بقيمة 210 مليارات يورو إلى السوق الصيني بينما بلغت إجمالي الواردات من الصين 395 مليار يورو . في هذا الإطار تظهر المعاملات في جانبها الأول أن الصين هي أقوى شريكة تجارية للاتحاد الأوروبي، حيث إنها تمثل 20 % من واردات الاتحاد الأوروبي، ومن الجانب الآخر، تمتص الصين 11 % من صادرات الاتحاد الأوروبي، مما يجعل من ترتيب الدولة الثاني من ناحية أفضل وجهات المنتجات الأوروبية، والولايات المتحدة هي الأولى، حيث إنها تمتص 21 % من صادرات الاتحاد الأوروبي. التصدير والاستيراد السبب الثاني الذي ذكره المشككون، وفقا للتقرير، فيتعلق بتركيب التجارة ، ومن بينها معدات الاتصالات من الصين والتي تشكل نسبة كبيرة «بقيمة حوالي 60 مليار يورو»، وتعد أحد الجوانب المتنازع عليها داخل قطاع الاتصالات بأوروبا ويرتبط بتنافس هواوي على شبكات الجيل الخامس في أوروبا، إذ أن الاتحاد الأوروبي يرغب بحماية شبكات الجيل الخامس من المخاطر الأمنية المحتملة في مجال الاتصالات كما يستورد الاتحاد الأوروبي، الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الصينية بقيمة حوالي 20 مليار يورو، وأثاثا بقيمة 10 مليارات يورو، ومعدات منزلية أخرى بقيمة 10 مليارات يورو، لذلك فإن نقاط الدخول إلى الاتحاد الأوروبي نقاط ذات أهمية حيوية بالنسبة للصين، الأمر الذي يفسر رغبة الدولة القوية في ميناء بيرايوس، إضافة إلى أنه يفسر تقارب الصين الشهر الماضي مع إيطاليا فيما يتعلق بالموانئ، حيث وقعت حكومة إيطاليا مذكرة تفاهم حول مشروع حزام واحد طريق واحد مع الصين في 3 أبريل الجاري، مما يجعلها رسميًا الدولة المشاركة الأولى في المشروع. بيرايوس الباب الخلفي تعتبر اليونان الدولة الوحيدة التي لا تستطيع أن تستنكر سياسة حقوق الإنسان الصينية لأن المستثمرين الصينيين يشاركون في أحد موانئها وهو ميناء بيرايوس. وحسب التقرير فإن اليونان بحاجة ماسة إلى استثمارات وبنية تحتية جديدة كي تبدأ عمليه الإنعاش، وتقليل البطالة وتعزيز التنافسية. كدليل على حماسهم، كما يستعد رئيس الوزراء اليوناني للمشاركة في منتدى حزام واحد طريق واحد الثاني للتعاون العالمي والذي سيُعقد في نهاية شهر أبريل ببكين. موقف اليونان يرى التقرير أن «كل شيء جيد حتى الآن، ولكن الشر موجود في التفاصيل»، حيث قرر المجلس الأثري اليوناني أن يعيق الاستثمارات المخططة عن طريق تمييز الجزء الأكبر من منطقة ميناء بيرايوس ذات المصالح الأثرية التي يجب أن يتم حمايتها من نشاط الأعمال الذي يتعلق بالبناء الجديد أو عمليات الترميم. وترددت إشاعات، بأن التأجيل غير المعتاد «15 شهرا» في إعطاء رد إيجابي حكومي على شركة «كوسكو» بسبب الضغوطات الثقيلة التي فُرّضت على الحكومة اليونانية من قِبل دول غربية معينة مهتمة بتأجيل أو حتى إلغاء المشروع. وذكرت الحكومة في وقت لاحق أنه لا يوجد هنالك تهديد حقيقي على الاستثمارات المخططة، وأن «كوسكو» تستعد لأن تقوم فقط ببعض التغييرات البسيطة على خطتها الأساسية دون تعديل المحتوى الأساسي فيها. وبين التقرير أن كوسكو تخدم كمنصة لاستيعاب طموحات بكين السياسية والتجارية في أوروبا. الوقت هو فقط من سيحدد إذا ما كانت أوروبا قادرة على أن تكون شريكة أو إذا كانت المنطقة ستصبح «مجرد تذييل لأوراسيا» حيث إن طموحات الصين تتوسع. أكثر البضائع استيرادا وتصديرا بين الاتحاد الأوروبي والصين 2018 معدات اتصالات آلات معالجة المعلومات الآلية السيارات معدات وآلات الكهرباء معدات وآلات كهربائية قطع غيار السيارات مستلزمات الأطفال معدات مستلزمات الطيران الأثاث ومستلزماته مستلزمات بناء المنازل مستلزمات وإكسسورات إلكترونية أدوات القياس ومعدات أخرى الألياف بجميع أنواعها صناعة المواد المعدنية آلات أخرى الأحذية البلاستيكيات إكسسوارات المكاتب والأثاث المكتبي معدات وآلات طبية الملابس النسائية