كشفت صحيفة «ساوث تشاينا مورننغ بوست»، عن وجود قلق أوروبي متزايد من احتمال استخدام الصين للموانئ، التي استحوذت عليها في القارة العجوز لأغراض عسكرية، في إطار سعيها لتسخير التكنولوجيا والموارد المدنية للاستخدام العسكري. وتابعت الصحيفة: في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي تبلغ تكلفتها تريليون دولار - وهي خطة أعلن عنها في 2013 لتعزيز التجارة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وخارجها - زادت الصين استثماراتها العالمية بشكل كبير، خاصة في البنية التحتية البحرية. حملة صينية منذ 2008 ومضت الصحيفة تقول: تبذل الشركات الصينية الرائدة جهودا بارزة للحصول على أسهم أو توقيع صفقات لبناء محطات في الموانئ البحرية في الخارج، منوهة بأنه منذ بدأت بكين تشغيل ميناء حاويات في بيرايوس باليونان عام 2008، عندما كانت الحكومة اليونانية على وشك الإفلاس، أصبحت الصين منذ ذلك الحين لاعبا كبيرا في أعمال الموانئ الأوروبية. وأضافت: حصلت الصين على موطئ قدم في أكبر 3 موانئ في أوروبا وهي على التوالي: (يورو ماكس) في روتردام بهولندا، حيث تملك 35٪ منه، و(أنتويرب) البلجيكي وتملك 20% من أسهمه، وهامبورج الألماني. ممارسة تأثير سياسي ونقلت الصحيفة عن باحث كبير من المعهد الهولندي للعلاقات الدولية، اسمه فرانس بول فان دير، قوله: هناك مخاوف متزايدة في الاتحاد الأوروبي من استخدام الصين لوجودها في الموانئ الأوروبية لممارسة التأثير السياسي في الدول الأعضاء. وزاد فان دير: أحدث تقدم الصين السريع في قطاع الموانئ الأوروبية رد فعل عنيف، وهو أحد الأسباب التي تجعل الحكومات الأوروبية تشك بشكل متزايد في التأثير الاقتصادي لبكين، كما أنه سبب لمناقشة إطار عمل واسع على نطاق الاتحاد الأوروبي لفحص الاستثمار الأجنبي. وبحسب الصحيفة، فإن التقدم الصيني في هذا القطاع أثار رد فعل أمريكي سلبي لأنه هدد المعلومات والأمن السيبراني. ثمار منتظرة لبكين وبحسب قول رئيس العمليات البحرية الأمريكية السابق، جاري روجيد، في ورشة عمل أخيرة نظمتها جامعة حيفا ومعهد هدسون الأمريكي: سيكون بمقدور مشغلي الموانىء الصينيين مراقبة تحركات السفن الأمريكية عن كثب، والاعتناء بأنشطة الصيانة، والوصول إلى المعدات التي تنتقل من وإلى مواقع الإصلاح، والتفاعل بحرية مع أطقم العمل لدينا لفترات طويلة. ومضت الصحيفة قائلة: شرعت الصين في حملة طموحة، تمثل نموذجا للولايات المتحدة، للجمع بين الصناعات الدفاعية والمدنية على أمل أن يستفيد كل منها الآخر، وتهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا والموارد المدنية للاستخدام العسكري لتسريع تحديث جيشها. تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وأضافت «ساوث تشاينا مورننغ بوست»: يمكن أن يشمل ذلك تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي ونظام الملاحة في «بيدو»، وهو رد الصين على نظام تحديد المواقع العالمي المطور بواسطة الولاياتالمتحدة «GPS»، والذي من المتوقع أن يكون جاهزا في 2020، وسيستخدم للأغراض العسكرية والمدنية. لافتة إلى أن الجيش الصيني يوسع وجوده في الخارج، حيث أنشأت بكين قاعدة عسكرية في جيبوتي، ومن المتوقع أن تنشئ قاعدة عسكرية في ميناء جوادار الباكستاني. وبحسب تقرير مركز الدراسات الدفاعية في واشنطن، فإن الاستثمارات في الموانئ هي وسائل يمكن للصين من خلالها أن تنمي نفوذا سياسيا. معاداة الدول الأوروبية وقال فان دير: إن الحكومة الصينية يجب أن تكون حذرة لتفادي خلق الانطباع بأن استثماراتها في الموانئ التجارية في أوروبا مرتبطة بالأغراض العسكرية، من أجل عدم معاداة الدول الأوروبية. لكن نيل ديفيدسون، وهو محلل بارز في الموانئ والمحطات الطرفية في «درواري»، ومقرها لندن، قال: إن بعض الموانئ، لا سيما تلك الموجودة في أوروبا، لا تزال مملوكة للكيانات غير الصينية، مضيفا: من المنطقي كذلك أن يستوعب اللاعبون الصينيون أصول الموانئ في الخارج، لا أعتقد أن الدول الأوروبية تشعر بالتهديد، لأنه في جميع الحالات تقريبا تظل وظيفة صاحب الأرض في أيدي الدول المحلية.