نجحت غرفة جدة في الاختبار، وبرهنت مجددا على ريادتها ودورها الإيجابي في قيادة حركة التغيير بعروس البحر الأحمر، رسمت لوحة رائعة للمشاركة المجتمعية خلال أسبوع كامل شهدته الانتخابات، سواء في جدة أو المحافظات التابعة لها، سباق مثير استمر حتى اللحظة الأخيرة بين 78 مرشحا من التجار والصناع، تنافسوا بصورة حضارية وراقية على الفوز ب12 مقعدا في مجلس الإدارة الجديد. انتصر الشباب ولم يحالف المرأة الحظ، وتكررت إلى حد كبير تجربة الدورة الماضية، حيث أفرزت الانتخابات وجوها جديدة تمارس العمل الاقتصادي العام للمرة الأولى، وكان اللافت تشابه برامج المرشحين إلى حد كبير، فكلهم اتفقوا على ضرورة تبني مبادرات رواد ورائدات الأعمال، وتحويلها إلى مشروعات ذات قيمة مضافة لعملية التنمية، وإيصال صوت التجار والصناع للجهات المسؤولة، وتبني احتياجات القطاع التجاري والصناعي في جدة، لتكون مشروعات الشباب والشابات هي المستقبل الذي يخدم الاقتصاد الوطني. لا شك أن هناك برامج مبتكرة طرحها عدد من المرشحين كوعود انتخابية، والبعض قدم مبادرات واقعية قابلة أن تتحول إلى واقع، يساعد في الرقي بالمبنى الأزرق، ويخدم أصحاب وصاحبات الأعمال، لكن الأهم أن تتكاتف الجهود لتحويل الوعود الانتخابية إلى واقع، وأن تنفذ هذه البرامج بالفعل، بل نطالب الفائزين بأن يفعلوا برامج من لم يحالفهم الحظ، فالجميع ينشد مصلحة واحدة، ويسعى متطوعا إلى خدمة هذا الوطن. ومع مباركتي للفائزين في السباق، أذكرهم أن غرفة جدة تحولت على مدار 8 عقود ماضية من الزمن، إلى منصة لإطلاق الاقتصاديين والخبراء والمختصين، الذين أثروا الحياة الاجتماعية بالمملكة، وكان لهم دور بارز في النهضة التي يعيشها الوطن، تحول مبناها الأزرق إلى أحد المعالم الرئيسية للعروس، منارة فكرية وثقافية وتوعوية قبل أن يكون المركز الرئيسي لصناعة الفرص التجارية والصناعية لآلاف رجال وسيدات الأعمال، الذين ارتبط تاريخهم بالغرفة التي ظهرت إلى الوجود بقرار ملكي، وبمباركة من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه». مكانكم في مجلس الإدارة الذي حفل بأسماء لامعة وكبيرة، بينها وزير التجارة والاستثمار الحالي الدكتور ماجد القصبي، وأمين مدينة جدة وعرابها صالح التركي، ومئات الناجحين في عالم المال والأعمال، يمكن أن يتحول إلى أداة بناء، لو تحالفتم على العمل الجاد المخلص لخدمة مرتكزات رؤيتنا المباركة 2030، ولو ألقى الجميع هموم ومتاعب الانتخابات وراء ظهورهم، وأخلصوا النية وعملوا للصالح العام. في النهاية، نبارك للفائزين وننتظر تحقيق وعودهم، نقول لمن لم يحالفهم الحظ استفيدوا من التجربة، واجعلوها نقطة الانطلاق، فالقادم -بمشيئة الله- في وطننا أجمل.