يجد كثير من الأزواج حرجاً في الخروج إلى التسوق بمصاحبة زوجاتهم أو اصطحابهن معهم إلى الأماكن العامة، ويبرر هؤلاء ذلك التصرف بعدم رغبتهم في مقابلة أي من زملائهم أو معارفهم أثناء اصطحابهم لزوجاتهن معللين تلك الرغبة بتلافي أي تعليق قد يصدر منهم. ويقول أبو أحمد إنه كان يحرص على النزول مع زوجته للسوق إلا أن لقاءه بزميله في العمل أثناء التسوق كان نهاية خروجه مع زوجته إلى السوق، حيث بدأ زميله يصفه ساخراً ب"طول القامة" بين زملائه في العمل وذلك بعد أن لاحظ أن زوجته أطول منه. أما أم هديل فأكدت أنها هي من طلبت من زوجها عدم النزول معها للأماكن العامة كالمحلات التجارية والمدن الترفيهية، مشيرة إلى أن زوجها عندما يشاهد أحدا يعرفه بالموقع الذي يتواجدون به يطلب من الأسرة بأكملها مغادرة الموقع أو أن تغطي هي عينيها حتى لا يراها الشخص الذي يعرفه. وأكدت أم هديل أن ذلك ناتج عن ثقافة التحرج الاجتماعي ونظرة البعض الضيقة تجاه المرأة. ويخالفهما الرأي سالم العوض الذي قال إنه يشعر بالسعادة عندما يصطحب زوجته في الأماكن العامة للتنزه والتسوق، وأضاف"ليس لدي مشكلة أن يرى زملائي زوجتي وهي بكامل حجابها وحشمتها"، مشيراً إلى أن التحفظ على معرفة الآخرين للزوجة ومواصفاتها كالطول والنحافة أو السمنة نوع من الجهل والعادات والتقاليد الرجعية التي تعود – حسب قوله – بالمجتمعات إلى الوراء في الوقت الذي تتقدم فيه المجتمعات الأخرى. وأشار سالم إلى أنه ذات مرة التقى بالصدفة بزميل له بأحد الأسواق ومعه زوجته والتي ارتبكت وبدأت تحاول تغطية يديها وعينيها بسرعة على الرغم من أنها كانت محتشمة ولم يظهر منها ما يسيء لها أو لزوجها. ومن جانبها أشارت الاختصاصية النفسية في مستشفى الصحة بالمدينة الدكتور أمل كفرواي إلى أنه يجب أن يكون الزوج واثقا من نفسه وألا يستمع إلى الآخرين، فليس هناك عيب في مشاركة زوجته في الذهاب إلى الأماكن العامة. وأشارت كفرواي إلى أن ما يحدث بين الزملاء والأصدقاء في وصف الزوجات أو العكس هو هزر من النوع الثقيل الذي ربما يصل إلى خلافات كبيرة وقوية. مشيرة إلى أن الثقة بين الأزواج هي التي تقضي على تلك الإشكالات التي تحدث بين أفراد المجتمع.