تشعر بعض الزوجات بسعادة غامرة عندما تتسوق برفقة زوجها لشراء مستلزمات المنزل, وذلك لحمايتها من أعين بعض المتطفلين ولتصديه للتعامل مع البائعين، فيما ترفض بعض النساء فكرة التسوق برفقة زوجها بحجة أن بعض الرجال يجدون إحراجا في التسوق مع زوجاتهم، وكذلك حالة العجلة التي يتصف بها الرجال أثناء التسوق وعدم قدرتهم على الصبر أثناء اختيار الزوجة للبضائع المختلفة داخل المحلات ورغبتها في التجول على مهل والتدقيق في الاختيار بين نوعية المشتريات وسعرها. فالرجال عادة ما يعتمدون على أسلوب الشراء المباشر أثناء التسوق وذلك بتحديد السلعة ومحاولة سريعة لخفض ثمنها ثم الشراء ومغادرة السوق مباشرة، أما النساء فيعتمدن على سياسة الشراء والتمتع بالتسوق نفسه والتنقل بين الأسواق والمحلات للبحث عن الجديد دون ملل أو تعب. بل إن بعض النساء يقلن إنهن أحياناً كثيرة يذهبن إلى السوق ليس للتسوق ولكن لشعورهن بالملل من طول البقاء في المنزل, وذلك بالطبع على العكس من الرجل الذي يقضي أغلب يومه خارج المنزل. وتقول نجلاء (ممرضة متزوجة منذ 4 سنوات): زوجي رجل اتكالي بمعنى الكلمة، فكل شهر أذهب إلى مراكز التسوق برفقة والدتي وشقيقي لشراء مستلزمات المنزل ويرفض الذهاب معنا وأتذكر أن آخر مرة خرجت للتسوق برفقته كانت قبل عام وكان ذلك لمجمع تجاري خارج المدينة. وتشير نجلاء كنت أتمنى أن يذهب لشراء ملابس طفلنا الوحيد غير أنه رفض مما أصابني بإحباط نفسي من عدم ذهاب زوجي معي إلى السوق للشراء. ويزداد ذلك الشعور لدي عندما أسمع من صديقاتي بالعمل عن تفنن أزواجهن في الشراء أثناء مرافقتهن لهن في التسوق وأنه اختار لها اللبس الذي ترتديه. وتقول أم جلال (في العقد الرابع): زوجي بفضل الله منذ زواجنا قبل 15عاماً وهو يرافقني في كل مراكز التسوق. وقد أصبح خبيراً في الموضة النسائية، والعطور مما يعطيني الثقة بالنفس والمشاركة في كل شيء, ويشعر بسعادة غامرة عندما يسمع ثنائي وشكري له عند كل نهاية تسوق خاصة في أوقات المواسم والأعياد. وتؤكد أم جلال أنها عودت زوجها على أن يشاركها في التسوق منذ بداية الزواج, كما أن الشراء برفقة الأبناء يضيف أحياناً متعة للتسوق. وتخالف أم سلطان سابقتها الرأي حيث ترفض بشدة مرافقة زوجها لها أثناء التسوق حيث إنها منذ 10 سنوات تعودت على أن تتسوق برفقة شقيقتها أوصديقتها. وأشارت إلى أن طبع الرجال دائما الاستعجال وعدم استخدام النفس الطويل, في حين يتطلب التسوق عادة نفسا طويلا مع البائعين واختيار الموضة وغير ذلك. وأضافت أم سلطان التسوق يحتاج إلى ثلاث ساعات كحد أدنى ولن يستطيع الزوج الصبر علينا كل هذا الوقت وكذلك لن يصبر على طول المسافات التي نقطعها داخل السوق خاصة الأسواق متعددة الطوابق كبيرة المساحة. ويقول أبو رائد: زوجتي ترفض التسوق وحدها حيث ترى أنه يجب أن يكون الرجل مع زوجته في كل مكان, حيث يكون السوق عادة مليئا بالرجال ويجب على الزوج مرافقتها لحمايتها من فضول المتطفلين. وأشار إلى أنه يقف أمام المحل بالمركبة ومع ذلك تطلب زوجته منه النزول معها للتسوق رغم أن الوقت لا يستغرق خمس دقائق وفي بعض الأحيان نختلف ونعود إلى المنزل دون شراء. وتقول أم تركي إن زوجها بات يرفض أن يتسوق معها بعد أن تعرض لموقف اعتبره محرجا عندما التقى أحد زملائه في العمل أثناء التسوق وسلم عليه بينما كنت حينها لا أرتدي النقاب. وأشارت إلى تحرج زوجها من التسوق برفقتها بعد ذلك الموقف، وإن نزل معها يطلب منها وضع الغطاء على كامل الوجه ويكون على عجل مما يدفعها للشراء دون التمعن أو التمتع بالتسوق، كما أن زوجها لا يدفع ثمن المشتريات. وتقول أم حاتم إنها تجد نفسها في قمة السعادة وهي تتسوق مع زوجها وهي ممسكة بيده أمام الآخرين، كما أن التسوق مع الزوج واختياره لبعض الأغراض الشخصية لها ينمي لديها الثقة ويساهم في المشاركة بالآراء بينهما. وأضافت أن زوجها يرفض نزولها دون حجاب بالكامل, إضافة إلى منعه القاطع لها من التحدث أمام البائعين أو التسوق وحدها إلا برفقة عدد من زميلاتها أو شقيقاتها. وأشارت أم حاتم إلى أنه بعد إنجابها ثلاثة أولاد وبنتا أصبح زوجها يتضايق من التسوق وقد بدأ يتنازل عن بعض المبادئ حيث أصبحت أذهب للسوق برفقة أبنائي الكبار وينتظرني هو بالسيارة دون أن أعرف السبب حتى اليوم. واكتفت أم ملاك بالقول إنها تشعر بالمتعة وبعطف زوجها عندما تتسوق برفقته, خاصة عند شراء الملابس المخصصة للمنزل. وتقول رئيسة الخدمة الاجتماعية في مستشفى الليث العام وافته الحبريتي: إن بقاء الزوج برفقة زوجته في كل مكان وبشكل خاص التسوق معها يعطيها دعما نفسيا واجتماعيا, وحماية من بعض المعاكسين المنتشرين في الأسواق. وبينت الحبريتي أن تسوق المجموعات النسائية حتى لو كن شقيقات لا يعطي للمرأة الخصوصية التي تحتاجها وقت الشراء. وأشارت إلى أن بقاء الرجل بجانب المرأة يعطيها الأمان سواء كان الزوج أو أحد محارمها.