ما بين مراعاة لخصوصية تفرضها تقاليد المجتمع، وتعبير عن ما يكنه تجاه شريك حياته، تفنن بعض الأزواج والزوجات في اختيار ألقاب شديدة الغرابة لحفظ أرقام زوجاتهم وأزواجهن على الهاتف الجوال وتبدو أسماء الأزواج والزوجات التي توضع على الجوالات طريفة مثل .. (ياقاهرني) و(برضك ورايا) أو غريبة وعجيبة منها (المشاكس) و(اللهم طولك يا روح) وغيرها من أسماء بقدر ما تثير الضحك فإنها تعبر بصدق عما في النفوس، ولا تخلو هواتف الرجال من أسماء غريبة لزوجاتهم، فهذا زوج يسمى زوجته (شيطونة كبيرة) وآخرون يطلقون على زوجاتهم أسماء طريفة وغريبة مثل (أم أربعة وأربعين) و(ياالله عسى خير). ال (ندوة نهاية الاسبوع) استطلعت آراء عديدة فكانت المحصلة التالية: خوفاً عليه | تقول أم عفاف سالم انها وضعت مسمى غريبا لزوجها حتى لا تتلقفه أي من زميلاتها الفضوليات في العمل، وتعرف من هو المتصل حيث سجلت رقمه تحت اسم (المشاكس) حتى لا يجذب أيا من صديقاتها للرد عليه أثناء انشغالها. غيرة | وعلى العكس منها أم صالح علي التي ترفض كتابة اسم الزوج، حتى لا تعرف زميلاتها، معتبرة أن الأمر عادي، ورغم ذلك فقد اختارت لرقم زوجها اسم (الملقوف) مؤكدة ان زوجها فعلاً يمتلك مثل هذه الصفة، ومع ذلك لن تسمح لغيرها بأخذه منها. أوكسجين | وعلى النقيض تؤكد سعاد مصطفى انها تحب شريك حياتها كثيراً وتثق به لدرجة لا يتوقعها بشر، ولذا أسمته باسم مستحب تناديه به في منزلها الذي يجمعهما وهو (أوكسجين قلبي) وتعتبره اسما على مسمى فهو الحياة بأسرها. يا غبي | اما رائد سرور قال انه يغير اسم زوجته في الجوال من فترة الى فترة، فمرة يكتبه (الزنانة) وتارة (يا غبي) واحياناً تأخذ التجوال وتقوم بمسح العبارات التي اكتبها بعد جدل وخصام. مدعاة للفخر | أما عبدالرزاق هاشم فقال انه دون اسم زوجته بكنيتها (أم سوسن)، وقال ان هذا لا يعيب في شيء، بل هو مدعاة للفخر، فالزوجة شريكة العمر، ولماذا أخجل من ذلك؟ ضرب وسلب الراتب | أما أم عبدالقادر صالح فأكدت انها سمت زوجها (عساه ما يرجع) بسبب معاملته الشديدة معها، حيث يأخذ راتبها كاملاً للانفاق على مصروفات زوجته الثانية، دون ان يترك لها جزءا ولو بسيطاً، وهو تعبير عما تعانيه من تعب نفسي، وما تلاقيه من ضرب وسب من زوجها، حيث حاولت الانفصال عنه أكثر من مرة، لكنه يهددها بحرمانها من مشاهدة أطفالها الى الابد، أو تشريدها وتركها معلقة بدون طلاق. أم أربعة وأربعين وفي هذا الصدد يقول ابو يعقوب انه لا يجرؤ على ذكر اسم زوجته أو والدته امام أي من زملائه بالعمل، أو حتى اسم ابنته الصغرى لافتا الى ان البعض يعاب بذكر أمه، فما بالك اذا عرف اسم زوجته التي سماها (أم أربعة وأربعين) كونه لا يقدر الفرار منها، ودائماً ما تقفشه اذا اراد ان يتزوج عليها، وتفشل له الزيجة. طلبات مرهقة | وفيما يعزو أبوراكان سالم اختيار (ياالله عسى خير) اسما لرقم زوجته الى كثرة طلباتها وعنادها الدائم، مشيرا الى انه من الأفضل عدم ذكر اسم الأم أو الزوجة، لأنه من العار أن يعرفه غيره، واضاف : دائماً وطلباتها لا تنتهي. لماذا الخجل؟ | وقالت الاستاذة : رامية أسامة حمودة (مذيعة بتلفزيون العاصمة المقدسة) عن نفسي لم أعرف حتى الآن اي سبب وجيه يجعل الرجل السعودي بالذات يخجل عند ذكر اسم زوجته سواء في الجوال او على مسمع من اصدقائه، ولطالما تساءلت عن سبب الكبرياء الذي يتقمصه اغلبية الرجال السعوديين رغم انهم اصبحوا لا يملكون في زمننا هذا اي شيء ولا حتى الكلمة الحلوة وسلامة الطيبين. بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد الأنبياء والمرسلين قد قام بذكر جميع أسماء زوجاته وبناته دون خجل أو على الأقل لم يلقبهن بأسماء ابنائهن كما يحدث في مجتمعنا الآن حيث تلقب المرأة (أم فلان). من وجهة نظري اعتقد ان هذه العادة لدى الرجل ليست الا مجرد غريزة توارثها وحملها الرجل في جيناته منذ أيام الجاهلية الاولى حيث كان الرجل يخجل اذا أنجب فتاة ويقوم بدفنها على الفور وهي حية، لكن رغم ظهور الاسلام وتكريمه للمرأة وتحريم دفن البنات مازالت هذه الغريزة عند بعض الرجال الذين يخجلون من اسماء زوجاتهم ويحاولون اخفاء أي اثر لها في المجتمع حتى ولو كانت أبسط الأمور كاسمها يعني (وأد نساء) لكن بطريقة غير مباشرة طريقة عام (2008م). لا مشكلة | وقالت الاستاذة مريم عبدالرحيم حجازي (مدربة في التنمية البشرية) من وجهة نظري .. أرى أن وضع اسماء مبهمة أو غريبة لاسم الزوج من قبل الزوجة أو العكس.. ليس بالضرورة ان يعبر عن وجود مشكلة ما.. ولكن في نفس الوقت ارى أن وجود الحب بين الزوجين والاحترام المتبادل يعني تقدير الزوج أو الزوجة بكل شكل حتى وان كان مجرد اسم في جوال.. ربما تكون هناك بعض الاسباب لوضع اسماء غريبة او غير مفهومة وذلك لخوف الزوج او الزوجة من تطفل احدهم ومعرفة الرقم أو التعليق بعبارات غير مناسبة.. وليس الحل وضع اسماء غريبة.. من حق اي شخص وجود نوع من الخصوصية لمقتنياته الشخصية كالجوال وغيره.. فلماذا يسمح من الاساس بوجود الجوال بين الاصدقاء وفي متناول أيديهم.. وهناك طرق كثيرة الآن لحماية خصوصيات الجوال بوضع رقم سري وغيره.. وربما اوجه النظر كذلك لنوعية الاشخاص الذين أتصادق معهم فان كان يصدر منهم ما يريب فلا حاجة لصداقتهم. خير الأمور الوسط.. وضع اسماء غريبة أو مبهمة ليس حلاً.. وكذلك وضع ما يلفت النظر من اسماء او نغمات يؤدي للاحراج ليس مناسباً ايضاً.. يبقى الجوال مجرد وسيلة للاتصال ليست الوحيدة لاظهار الحب للطرف الآخر.. هناك أمور أخرى كثيرة تعبر عن ذلك كحسن الخلق والعشرة القائمة على المودة والتقدير.