توصلت باحثة يمنية إلى أن التصوير بالرنين المغناطيسي بإمكانه التفريق بين النقص الجزئي والنقص الكامل الدائم لهرمون النمو الناتج عن عيب خلقي للغدة النخامية للإنسان،مما يعني إمكانية تحديد النقص الدائم من المؤقت لهذا الهرمون في جسم الإنسان. وهدفت دراسة الباحثة اليمنية نوال محمد حسن بانافع والتي نالت بها درجة الماجستير من جامعة تونجي الطبية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة واهان الصينية إلى التحقيق في احتمال وجود علاقة التصوير بالرنين المغناطيسي للغدة النخامية ووجود قصور فيها وعلاقتها بالنقص في الهرمونات التي تفرزها وخاصة هرمون النمو، وتعريف القصور في حجم الغدة النخامية هو نقص ارتفاع الغدة اقل من 3ملم في جميع الأعمار. وأجرت الباحثة دراستها المعنونة ب " علاقة قصور النمو ونقص إفراز هرمون النمو عند الأطفال وسن المراهقة بالغدة النخامية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي"، على 51 حالة تتراوح أعمارهم من ثلاث سنوات وتسعة أشهر إلى 24 سنة منهم 18 إناث و33 ذكور يعانون من نقص في هرمون النمو مجهول السبب. وقد تم تقسيم الحالات إلى مجموعتين الأولى للمرضى الذين يعانون من نقص في هرمون النمو المعزول بدون تغيير في شكل وحجم الغدة النخامية حسب التصوير بالرنين المغناطيسي، والمجموعة الثانية المرضى الذين يعانون من نقص متعدد في هرمونات الغدة النخامية مع إيجاد تغييرات في حجم وشكل الغدة النخامية حسب الكشف التصويري بالرنين المغناطيسي. وكشف البحث العلمي الهام إلى أنه عند إجراء التحليل للمرضى بفشل النمو مع نقص في هرمون النمو بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، التغييرات الشكلية مثل قصور في حجم الفص الأمامي للغدة النخامية المعزولة وقصور في حجم الفص الأمامي متلازم مع استرقاق ساق الغدة أو غيابه وأيضا وجود الفص الخلفي من الغدة في غير مكانه الطبيعي. وقالت الدراسة أن التصوير بالرنين المغناطيسي كشف التشوهات بالغدة النخامية المرتبطة بقصور إفراز عدة هرمونات من الغدة النخامية في 24 حالة تتمثل بنسبة (47 بالمائة) فيها هرمون النمو ينقص بنسبة اقل من 5جم/ لتر في حين أن التصوير بالرنين المغناطيسي طبيعي في 27 حالة تمثل حوالي (53 بالمائة) مرتبطة بقصور جزئي لهرمون النمو و فيها هرمون النمو يكون بنسبة مابين 5 إلى 10جم/ لتر. ولاحظت الدراسة أن التشوهات في 13 حالة قصور في حجم الفص الأمامي للغدة النخامية غير مصحوب بأي تغييرات أخرى بينما 11 حالة يوجد بها قصور في حجم الفص الأمامي للغدة النخامية متلازم بهجرة الفص الخلفي للغدة النخامية واسترقاق ساق الغدة أو غيابه. كما لاحظت ارتفاع وحجم الغدة في قصور شديد في حالة التشوه الخلقي للغدة منه في حالة قصور الغدة المعزولة، كما لوحظ أن شكل الغدة طبيعية الحجم يتغير من مسطح إلى اهيليجي مع تحدب السطح العلوي للغدة من عمر 11 إلى 21 سنة نتيجة التغييرات الفسيولوجية، بينما الغدة ذات ارتفاع وحجم صغير مصحوبة بتقعر شديد للسطح العلوي للغدة. وبينت الدراسة أن الحالات المصحوبة بالتشوه الخلقي للغدة النخامية في الذكور أكثر منها في الإناث بنسبة اثنان ونصف إلى واحد. وخلصت الباحثة المبتعثة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دراستها التي نالت إعجاب الجامعة الصينية وقبول الطالبة لمواصلة دراسة الدكتوراه فيها إلى أن العيب الأكثر شيوعا على حسب الكشف بالرنين المغناطيسي هو صغر في حجم الفص الأمامي للغدة النخامية بدون أي تغيير آخر، ناهيك عن ارتفاع الفص الأمامي للغدة النخامية في حالة العيب الخلقي للغدة 2 ملم, من بين 6 حالات لا يوجد الفص الأمامي للغدة بينما ارتفاع الفص الأمامي لا ينقص كثيرا في حالة قصور حجم الغدة النخامية المعزولة. وأشارت إلى القصور الخلقي في الغدة النخامية الذي يظهر مبكرا ويكون قصور شديد في إفراز الهرمونات مع افتقار في ساق الغدة النخامية في الذكور أكثر من الإناث بنسبة اثنان ونصف إلى واحد.