كشفت مصادر مطلعة بالوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير جامع الجزائر أن تغييرات جذرية مست مخطط جامع الجزائر. حيث غيّر مكتب الدراسات الألماني المكلف بالتصميم الهندسي للجامع موقع المنارة الشاهقة التي يصل علوها إلى 300 متر من فوق مبنى قاعة الصلاة إلى ساحة الجامع بعد أن رفض مسؤولون بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومهندسين معماريين جزائريين أن تضم المنارة في أحد طوابقها العلوية مطعما يشتمل على دورات للمياه ومراحيض وهو ما وصفوه بالإهانة للمصلين الذين سيصلون بجامع الجزائر تحت المراحيض ومجاري الصرف الصحي. ووفقا لما نشرته صحيفة الشروق اليومي الجزائرية امس فقد أعدت اللجنة الوطنية المنصبة من قبل رئيس الجمهورية والمشكّلة من مجموعة من المهندسين الجزائريين والأجانب لمتابعة وتعديل تصاميم مكتب الدراسات الألماني، تقريرا مفصلا عن التصميم الهندسي للجامع تضمن مجموعة من المقترحات لتعديل وتغيير بعض الجوانب والمرافق التي تمس بالبعد التعبدي والحضاري والديني للجامع، كما أقر المهندسان الألمانيان "يورغن إنغل" و"ميشائيل تسيرمان" من مكتب الدراسات الألماني التغييرات، حيث سُتشيد منارة الجامع بصحن أو ساحة الجامع عوض أن تكون فوق قاعة الصلاة كما تضمنه التصميم الأول. وأرجع وزير الشؤون الدينية والأوقاف سبب النقاش الدائر حول موقع المنارة إلى المخاطر المحدقة بقاعة الصلاة لجامع الجزائر، حيث يُعول على أن تستقبل أكثر من 120 ألف مصلي، أي أكثر من 6 آلاف طن، ما يُشكل ضغطا كبيرا على القاعة وخطرا حقيقيا في حال بناء المنارة فوق قاعة الصلاة، خاصة وان المنارة تضم معارض ومتاحف وقاعات مفتوحة ومنصة علوية تستقبل مئات الزوار يوميا، مؤكدا أن موقع المنارة سُيغير ولن تُشيد فوق قاعة الصلاة مهما كان السبب على حد تعبيره. ويبلغ طول المنارة الشاهقة 278 متر ومكونة من خمسة طوابق بخمسة مستويات لكل منها، كما تضم المنارة مراكز للأبحاث وقاعات مفتوحة وكذا متحف يستعرض 15 قرنا من الفن والتاريخ الإسلامي ومطعم، فضلا عن حملها لأعلى مئذنة في العالم ستكون مفتوحة للجمهور، حيث تحتوي في نهايتها على منصة للاستمتاع بمنظر عام للجزائر العاصمة وخليج الجزائر من علو 300 متر، كما اقترح المهندسان بناء المنارة انطلاقا من مزيج من الخرسانة المسلحة و4 أنوية حديدية وإسمنتية لدعم المنارة التي يتراوح عرضها بين 25 و27م وتستند إلى قاعدة من الحديد والخرسانة المسلحة تتجاوز مساحتها 2500 م2 لمقاومة الزلازل والرياح، خاصة وأن المنطقة التي اختيرت لتشييد المسجد منطقة زلزالية.