تحتفل مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية هذه الأيام بالذكرى الثانية لانطلاق مسيرتها الثقافية وفعالياتها المنوعة في شتى حقول المطالعة والموسيقا والسينما والأدب والرسم والمعلوماتية.. وتأتي جميع هذه الأنشطة في إطار مشروع ثقافة الطفل السوري الذي تتبناه جمعية قوس قزح تحت شعار لطفولة أفضل. وتقيم المكتبة حالياً وهي الأولى من نوعها في سورية احتفالية واسعة بدأت منذ أيام تضم فعاليات نوعية شارك فيها ما يزيد على مئة وعشرين طفلاً و طفلة من المنتسبين إلى المكتبة تروج في مجملها لعملية القراءة وتثمين الكتاب من خلال معرض فني اختيرت أفكاره ومضامينه لتتماشى مع محور الاحتفالية التي جاءت تحت عنوان القراءة عيد. وجمعت أعمال المعرض نتاج ورشة عمل شاملة أقامتها المكتبة في وقت سابق على مدى خمسة عشر يوماً وكانت محصلتها عدداً كبيراً من رسومات الأطفال من أعمار مختلفة بالإضافة إلى الأشغال اليدوية والأعمال الخزفية.. كما خصص المعرض مساحة واسعة امتلأت بالقصاصات الورقية التي ضمت نصوصا نثرية عمل الأطفال على تأليفها لهذه المناسبة. كما تضمنت الفعاليات توزيع كتيب جديد قامت المكتبة بطباعته تحت عنوان قراءة اللوحة الفنية وهذا الكتاب هو بدوره نتاج ورشة عمل سابقة أقيمت ضمن نشاطات المكتبة وتناولت تاريخ الفن ومدارسه وتياراته الحديثة بالإضافة إلى استعراض أبرز التجارب العالمية والمحلية على هذا الصعيد. وركزت الورشة التي أشرفت عليها التشكيلية الدكتورة سوسن معلا في نشاطها الرئيسي على كيفية قراءة العمل الفني وتحليل مفرداته البصرية لتعميق ثقافة الطفل باللوحة الفنية. وضمت أنشطة القراءة عيد التي أقيمت في المتحف الوطني باللاذقية وافتتحتها الفرقة النحاسية في أجواء احتفالية استقطبت جمهوراً عريضاً فقرات غنائية متنوعة قامت بإنشادها جوقة الطفولة المبكرة من أعضاء المكتبة وتضم خمسة وعشرين طفلاً وطفلة تحت سن الخامسة من العمر. كذلك قدمت الفرقة المسرحية التابعة للمكتبة عرضاً اجتماعياً ناقدا تحت عنوان عفوا منكم أخرجه الفنان مصطفى محمد وشارك فيه اثنان وثلاثون طفلا وطفلة بين سنتي الخامسة والرابعة عشرة من العمر.. و تناول العمل جملة العلاقات الاجتماعية والأسرية في المجتمع المعاصر ولاسيما تلك التي تربط بين الأطفال وذويهم ضمن العائلة الواحدة. تضمن العرض مجموعة كبيرة من الاسكيتشات المسرحية التي شارك أطفال المكتبة في وضع وصياغة أفكارها لتحمل في النهاية عناوين.. الفريرة.. اهتمام بس.. من حقي ألعب.. شو بتمنى.. مين مدلل أكتر.. من حقي أتعلم.. لقاء المسوءولين.. لا لا بعدين..و.. مين أمي.. في استعراض كوميدي لمجموعة الأفكار التي يحملها الطفل عن والديه ووجهة نظره حول شكل العلاقة التي تصله بالمحيط الاجتماعي من حوله. وذكرت عدوية ديوب مديرة المكتبة في حديث لنشرة سانا الثقافية أن مشروع ثقافة الطفل السوري يؤكد في صلب أهدافه على ضرورة إيلاء القراءة في مفهومها العام الكثير من الجهد والاهتمام نظراً لتردي الواقع المتصل بها وتراجع الإقبال عليها من قبل الشرائح الاجتماعية المختلفة وبينها الأطفال كما تؤكده الاستبيانات الدورية في العالم العربي في هذا الإطار. وأضافت أن المكتبة العمومية للأطفال تعمل كجزء أساسي من هذا المشروع على تكريس عملية المطالعة في السلوك الحياتي للطفل من خلال الأنشطة الدورية التي تقوم بها وتتضمن تقديم الكتاب الجيد وإغناء الساحة الثقافية بمطبوعات ذات مواصفات فكرية وفنية عالية بالإضافة على تحفيز الكوادر المعنية على إنتاج الكتاب الموجه للطفل وتداوله لجزء من السلوك الاجتماعي العام في المجتمع.