CNN) -- ندد اثنان من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الأحد بكشف إدارة الرئيس، باراك أوباما، مذكرات سرية تتناول "تنقيات استجواب محسنة"، استحدثتها الإدارة السابقة، ووصفا القرار بأنه "خطأ خطير." وقال السيناتور ليندسي غراهام، جمهوري عن نورث كارولينا"أعتقد أنه ليس من الصواب الكشف عن تلك التقنيات وإعلام عدونا بما قد ينتظره." وأردف غراهام، وهو المعارض لاستخدام تقنيات استجواب قد تصنف كتعذيب: "هناك وسيلة لاستخلاص معلومات جيدة بأسلوب شرس لحماية هذا الوطن، ودون العودة لحقبة محاكم التفتيش." وبدوره قال السيناتور المستقل، جو ليبرمان، من معارضي استخدام تقنيات استجواب استحدثتها إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، لاستخلاص معلومات من المشتبه بهم كإرهابيين في المعتقلات الأمريكية، إن استمرار الجدل في هذا الشأن سيشتت تركيز أوباما عن قضايا جوهرية. وأضاف: "أعود لتصريح الرئيس منذ بدء إدارته" حان الوقت لننظر قدماً".. هذه مستندات سرية للغاية، والذين صاغوها محامون، وحتى إن اختلافنا معهم، فأن هدفهم محاولة حماية هذا الوطن." وفند السيناتور المستقل دعوات لتشكيل ما أسمي ب"مفوضية الحقيقة" للتحقيق في سجلات الإدارة السابقة، قائلاً إن ستؤدي "لتسميم" الأجواء في واشنطن، مضيفاً: "دعوا لجنة الاستخبارات للقيام بمهامها." ودفعت سيناتور، ديان فينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، بضرورة استخدام بعض من تلك التقنيات. ووصف كيت بوند، سيناتور جمهوري عن ميسوري، الكشف عن مذكرات الإدارة السابقة بأنه "طعنة في الظهر"، فيما قال المرشح الذي خسر السباق الرئاسية في مواجهة أوباما، جون ماكين، إن الحديث عن تقديم بعض المسؤولين للمحاكمة، لن يكون سوى "تصفية حسابات سياسية." ورد الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، الأحد قائلاً إن تقنيات الاستجواب، وليس كشف تفاصيلها، يعرض أمريكا للخطر. واستشهد غيبس بتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال جيم جونز، بأن استمرار استخدام هذا التكتيك في الاستجوابات، يعرض القوات الأمريكية للخطر، مشيراً لاستخدامها "من قبل الذين يسعون لقتلنا" كصرخة لحشد المتعاطفين. وأردف: "ليس على أمريكا الخيار بين الحفاظ على أمن شبعها والقيم التي تجعلها منها أمريكا." وكان المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن، قد انضم إلى نائب الرئيس الأمريكي السابق، ديك تشيني، في مهاجمة أوباما، حيث اتهمه الأول بتعريض الأمن القومي للخطر بنشر مذكرات للإدارة السابقة حول التعذيب. وقال هايدن، آخر مدراء الجهاز التجسسي في عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، تولى رئاسته من عام 2006 إلى 2009، إن كشف إدارة أوباما عن أربعة مذكرات تحدد أطر تقنيات الاستجواب المستخدمة، تشجع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة.وواصل انتقاده في مقابلة مع شبكة "فوكس" الإخبارية: "ما وصفناه لأعدائنا في غمرة حرب هو الحدود القصوى التي قد يذهب إليها أي أمريكي من حيث استجواب إرهابي القاعدة.. تلك معلومات قيمة للغاية." وتابع: "بالكشف عن تقنيات محددة، جعلنا الأمر أكثر صعوبة للعاملين في جهاز الاستخبارات للدفاع عن الوطن."