كشفت صحيفة الشروق اليومي الجزائرية امس عن وجود مجموعة من دور توزيع الكتب قاموسا من الحجم الكبير »عربي انجليزي« أصدرته دار الكتب اللبنانية، يهين بشكل صريح في إحدى فقراته الجزائري ويصفه بالحركي الذي خدم في الجيش الفرنسي في صيغة صريحة تشرح معني الجزائري "algerian" هو حركي متطوع في الجيش الفرنسي والغريب في الأمر، أن هذا القاموس وزع في الجزائر بشكل عادي طيلة السنوات الماضية ولم يتفطن لما حمل بين دفتيه أي شخص. القاموس متخصص في المصطلحات العلمية الطبية والفيزياء والحساب والرياضيات وموجه بالدرجة الأولى للطلاب. في القاموس الانجليزي العربي، أن مرادف لفظة جزائري تعني »الحركي الذي خدم لدى الجيش الفرنسي«، وهي عبارة تهين الشعب الجزائري ككل وتصفه بالخائن وكأن الخيانة أضحت جنسية، وبإمكان هذه العبارة أن تمسح كل التاريخ النضالي الطويل للشعب الجزائري. والغريب في الأمر، أن القاموس موضوع الاحتجاج صدر حتى الآن في 7 طبعات متتالية دون أن تكلف دار النشر اللبنانية نفسها عناء تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه، رغم أن العديد من الناشرين الجزائريين كانوا قد رفعوا عريضة احتجاج شديدة اللهجة للدار اللبنانية يطالبون فيها بتصحيح هذا الخطأ الفادح أو التجاوز الذي حدث من طرف الدار اللبنانية التي وعد مديرها بتصحيح الخطأ واستدراك الوضع في الطبعات اللاحقة للقاموس موضوع الاحتجاج، لكنه لم يَفِ بوعده، إذ صدرت مؤخرا الطبعة السابعة بنفس الأخطاء ونفس التجاوز الذي حدث في القاموس. والأكثر غرابة أن القاموس يباع في السوق الجزائرية بعيدا عن أعين الرقابة التي اعتادت أن تسلط سيفها على رقاب الكتاب والناشرين خاصة خلال المعرض الدولي للكتاب حيث تقدم لجان الرقابة على مصادرة المؤلفات لمجرد الاشتباه في العناوين