سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحاجة ملحة لموسوعات تحكي التاريخ والناس والمكان ولا تتوقف عند مجرد الرصد والجرد الخبير في الأنطولوجيات والموسوعات.. الباحث الجزائري عاشور شرفي ل "ثقافة الخميس" :
يشتغل الكاتب والشاعر والباحث الجزائري عاشور شرفي منذ أزيد من ثلاثين سنة في صمت قلّ نظيره. فهو يتجنب الصالونات، ولا تستهويه الأضواء، ولا يغريه صخب الإعلام أو شطحاته. يعشق زاويته العتيدة في مكتبه إلى حد الجنون، فهو لا يبرحها إلاّ لتقديم مولود أدبي أو شعري وإبداعي جديد يعيده إلى الأضواء التي يهرب منها ويقفز به إلى صدر صفحات الجرائد التي يتجنبها. انتهى عاشور شرفي، الذي تصنفه أوساط أدبية وإعلامية جزائرية على أنه أهم شخصية ثقافية للعشرين سنة الأخيرة، وأحد أهم مراجع الثقافة والفن في الجزائر، انتهى منذ فترة من إنجازه الضخم "موسوعة الجزائر" الصادرة نهاية العام 2007عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، وهو عمل استغرق منه أكثر من 20سنة، وغطى فترة القرنين الماضيين بالعودة إلى 10قواميس صدرت له في السابق بعضها مخصص للكتاب والآخر للفنانين والموسيقيين والتشكيليين والبعض الآخر للشخصيات السياسية والثقافية والتاريخية والوطنية. ويعد عاشور شرفي، أول الموسوعيين الجزائريين الذين تخصصوا في العمل الأنطولوجي والببليوغرافي، ولم يسبقه إليهما أحد من الجزائريين، فهو يعتصر التاريخ ليقدمه في بضع أوراق للقارئ باعتماد الدقة الشديدة مسايرا مختلف الحقبات والمحطات الثقافية والفنية والسياسية في الجزائر منذ الاستقلال إلى اليوم، وهو عمل تفتقده المكتبة الجزائرية التي تشكو نقصا فادحا في الموسوعات والقواميس المتخصصة. وعزز عاشور شرفي الذي يكتب باللغة الفرنسية، وله دراسات هامة حول النخبة في الجزائر وفي العالم العربي، عزز المكتبة الجزائرية بعدد من الأعمال الأدبية في الشعر والمسرح فضلا عن عشرات القواميس نذكر من بينها مختاراته الشعرية " Cornaline " (العقيقة) 1983و" شهلة" 1990، و"ذاكرة الجزائر" (1996) وهو قاموس موسوعي لأعلام الجزائر قديما وحديثا في مختلف المجالات، وقاموس الموسيقيين والملحنين الجزائريين (1997)، و"الطبقة السياسية الجزائرية" (قاموس بيوغرافي) من 1900إلى اليوم (2002) وموسوعة مغاربية. ويقترب عاشور شرفي حاليا من إنهاء سلسلة أخرى من الأنطولوجيات والموسوعات المصغرة، بعضها رفض الكشف عن محاورها الكبرى إلى حين اكتمالها والبعض الآخر قبل العودة إليه في هذا اللقاء الذي أجرته معه "الرياض" باللغة الفرنسية قبل ترجمته، وهو اللقاء الذي عادت فيه إلى إشكالات تتصل بواقع النشر والكتاب، وفعل الكتابة والقراءة في الجزائر انطلاقا من التجربة الشخصية للكاتب عاشور شرفي. @ صدر لك حديثا، عن منشورات القصبة "أنطولوجيا الأدب الجزائري" و"موسوعة مغاربية" هل نقف وإياكم عند هذا العمل الهام الذي لم يسبقك إليه أحد في الجزائر والذي يأتي في ظرف أقل من ستة أشهر من إنجازكم الضخم "موسوعة الجزائر"؟ - أنطولوجيا الأدب الجزائري يضم قرابة 200كاتب جزائري باللغة العربية والفرنسية والأمازيغية، ينتمون لحقبات تاريخية مختلفة، يستعرض مختلف أجناس الأدب والفنون من قصة ورواية ومسرح فضلا عن الحكاية والأمثلة الشعبية والمقاربات الفلسفية والسياسية والسوسيولوجية، وتعتبر هذه الأنطولوجيا عملا شاملا يسمح للقارئ بالسفر في أعماق التراث الأدبي الجزائري الغني متجاوزا إشكاليتي اللغة والزمان. أما فيما يتعلق بالموسوعة المغاربية، فهي تقع في جزء واحد في شكل قاموس هجائي يختص بالفضاء المغاربي، وهو يشمل بيوغرافيا النخب السياسية والدينية والثقافية والفنية للدول الخمس الأعضاء في اتحاد المغرب العربي وهي الجزائرتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا عبر كل الحقب التاريخية مع اهتمام خاص للفترة الراهنة المعاصرة، ويضم القاموس مقالات تحليلية تتعلق بالجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع. ويتوجه القاموس أساسا إلى قراء دول المغرب العربي وإلى الجاليات المغاربية الموجودة بفرنسا وأوروبا وإلى كل الذين يهتمون بالفضاء المغاربي الجاري بناؤه.و أنا استعد حاليا للانتهاء من أعمال أخرى حول "الصحافة الجزائرية من النشأة إلى اليوم" و"قاموس السينما الجزائرية" و"أنطولوجيا الأدب العربي" و"موسوعة الدول العربية" بعض هذه الأعمال تم تسليمها للناشر. @ هل يمكننا العودة إلى إنجازكم الضخم موسوعة الجزائر أو ما أسميتموه "القاموس الموسوعي للجزائر"، الذي حظي بثناء النقاد واستقبل بتشجيع كبير في الأوسط الإعلامية والثقافية.. - "القاموس الموسوعي للجزائر" الصادر عن منشورات "المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار" التابعة للدولة استغرق مني جهد أزيد من 20سنة بكاملها، وكان همي الوحيد هو تقديم مادة للقارئ الجزائري والعربي والأجنبي تكون بمثابة المرجعية المعلوماتية والمعرفية حول الجزائر تساهم في بناء هوية قوية متعددة ومتجذرة في المجتمع والتاريخ ومنفتحة على العالم الخارجي، وهي المرة الأولى التي تشهد الجزائر ميلاد موسوعة بهذا الحجم والعمق والدقة والتعدد في مختلف ملامح الذاكرة التاريخية والجغرافية والثقافية والسياسية التي تصنع في النهاية الشخصية الجزائرية وتؤرخ لمعالمها وقاماتها السياسية والثقافية والإعلامية عبر عشرين قرنا من تاريخ البلاد، وأعتقد أن الحاجة كانت ماسة وملحة لمثل هذه الأعمال التي تحكي التاريخ والناس والمكان ولا تتوقف عند مجرد الرصد والجرد بل تتعداه للتحليل والبحث المعمق. ولم تكن المهمة سهلة، ولقد استدعى مني الأمر العودة إلى قواميس وبيبلوغرافيات سابقة أنجزتها، فأضفت وصححت ونقحت وحللت، هذا علما أن دور النشر الجزائرية في أغلبها لم تصل بعد لتقليد النشر الذي يسمح بإصدار ما يسمى ب "الطبعات المنقحة والمزيدة" مثلما هو معمول به في الدول المتقدمة في مجال القواميس والموسوعات. @ المكتبة الجزائرية في حاجة إلى مثل هذه الإنجازات في وقت لا يجد القارئ عامة والطالب الجامعي والباحث بالخصوص مرجعيات موسوعية جزائرية بحتة تحيله على ذاكرة الوطن؟ - بالفعل، نحن نشكو نقصا كبيرا، ويكفي العودة إلى رفوف المكتبات العامة أو الجمعيات الثقافية أو المكتبات الوطنية لنلمس درجة الفقر الذي يعترينا في مجال العمل الأنطولوجي والببيليوغرافي فضلا عن غياب ما أسميه "تقاليد النشر في مجال القواميس" فهي الأخيرة تحتوي على "مواد ثقيلة" تتطلب مراجعات وإضافات متواصلة وهو ما لا يسهل المهمة، علاوة على "صغر" سوق الكتاب الذي لا يشجع لا المؤلفين ولا الناشرين للخوض في مثل هذه الأعمال التي تستغرق وقتا طويلا. @ بدأتم بكتابة الشعر والقصة، ومازلتم تكتبون، وتقولون في كثير من لقاءاتكم الصحفية أن كتابة الشعر ضرورة وجودية رغم أن النشر يبقى مغلقا في وجه مثل هذه الأجناس النبيلة. وترون أن كل محاولات "أنسنة العالم" لن تكون ممكنة "بدون الشعر، بدون حرية الحلم وواجب الأمل".. - إعادة بعث النشر مرتبطة بالنهضة الثقافية والفنية في البلاد، ومعروف أن السحب المتوسط لأي كتاب مهما كانت أهميته لا يتعدى سقف 2000نسخة في الجزائر، ومعروف أيضا أن عدد المكتبات ضئيل جدا مقارنة بالكثافة السكانية، ومعروف أيضا أن المقروئية ما تزال ضعيفة، وأعتقد أنه لا يوجد "خلطة سحرية" لدفع النشر دون الوقوف عند هذه العوامل المذكورة آنفا، أعتقد أن على كل الجهات القيام بدورها، على الجامعة توفير الدراسات والتحقيقات السوسيولوجية في ميدان النشر، على المؤلفين الاستثمار في ترقية منتوجهم المعرفي، وعلى الجهات أو السلطات المختصة أن تضع استراتيجية تشجع الإنتاج والقراءة وتوزيع الكتاب داخل الجزائر وخارجها. @ هل ثمة مشاكل مرتبطة بعالم النشر تظل لصيقة الجزائر دون غيرها من الدول، ماذا عن تجربتكم الشخصية في هذا المجال، وأنتم الذين كتبتهم مطولا وما تزالون حول هذه المشاكل من خلال إشرافكم على القسم الثقافي ليومية المجاهد، إحدى أقدم وأعرق الصحف الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية منذ العام 1963؟ - أعتقد أنها نفسها التي يواجهها أي كاتب في باقي دول المعمورة فلكي تظفر بالنشر يجب أن تكون محظوظا أو لك اسم معروف تنضاف إلى هاتين النقطتين مشاكل خاصة بالجزائر وبعدد من الدول العربية منها صغر السوق وغياب صناعة الكتاب، وإذا حصل وأن قبل الناشر مخطوط الكاتب فإن هذا لا يعني الشيء الكثير له لسبب واحد وهو أن سحب هذا المخطوط وفي أحسن الحالات لن يتجاوز 5000نسخة فيما يبقى متوسط السحب لا يتجاوز 1500نسخة. أما موضوع حقوق التأليف التي قد تبدو مهمة حيث يحددها القانون ما بين 10% إلى 20% من السعر العمومي لكل نسخة من الكتاب يتم بيعها، فهي الأخرى لم تعد تغري الكتاب، حيث أن قلة من الناشرين يوافقون على قواعد اللعبة والأغلبية لا يقومون بجرد المبيعات ولا يقومون بدفع حقوق المؤلفين. أما ترقية الكتاب والإشهار به فيبدو أن لا قيمة لها، بل آخر ما يفكر فيه الناشرون الذين لا يخصصون ميزانية لترقية منتجاتهم باستعمال القنوات الإشهارية والصحافة المتخصصة الدورية والإعلام اليومي، فضلا عن تقاعس الفاعلين الثقافيين، وفي مقدمتهم مسؤولو الشؤون الثقافية على مستوى الصحف في الترويج للكتب، فلا نجد مثلا من بين 56جريدة جزائرية تمتلك ملحقا ثقافيا أو صفحة واحدة تهتم بعالم النشر والكتاب. ولا نتكلم هنا عن استراتيجية نشر الكتاب الغائبة على مستوى الدولة بالأخص فيما يتعلق بالتوجه نحو الخارج، فالترجمة قليلة أيضا وحصة الكتب التي تحظى بالترجمة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فضلا عن نقص المكتبات العمومية والهيئات المحترفة والتي تحد من انتعاش حركة النشر في الجزائر ومع ذلك لا يجب نكران التحرر أو الانفتاح النسبي الذي شهده قطاع النشر بعد دخول الجزائر عهد التعددية السياسية والإعلامية نهاية الثمانينيات، فهناك زيادة في عدد الكتاب الذين تحظى أعمالهم بالنشر وإن كنت الغلبة للكتب المرتبطة بالتعليم أو ما يعرف بالكتب شبه المدرسية، أما المجال الأدبي الإبداعي (الرواية والقصة والشعر والمسرح) فحظه مع النشر قليل وقد يشهد انتعاشا فقط في المناسبات مثلما كان عليه الحال بالنسبة لسنة الجزائر في فرنسا وتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية العام 2007.فتدخل الدولة هنا عادة ما يكون أكثر من حيوي. وإذا كانت الدولة بذلت جهودا جبارة في مجال التعليم بعد استقلال البلاد العام 1962، فإن سياسة التعليم والمنظومة التربية إن على مستوى المراحل التعليمية الأولى والجامعة لم تنجح في تأصيل فعل القراءة لدى الناشئة كسلوك استهلاكي ثقافي كبير الحجم، فما زالت نسبة الأمية المرتفعة تلقي بظلالها على انتعاش حركة النشر والقراءة في البلاد، ولقد أدت صعوبة النشر بعدد هام من الكتاب الجزائريين بالأخص أولئك الذين يكتبون باللغة الفرنسية إلى البحث عن آفاق أخرى للنشر، في فرنسا وكندا على وجه الخصوص، فالروائيون والشعراء والكتاب الذين ذاع صيتهم في الخارج واشتهروا عالميا ليسوا أولئك الذين طبعت أعمالهم بالجزائر، بل هم أولئك الذين نشروا خارج الجغرافية الجزائريةبفرنسا على وجه التحديد، ولنا في أسماء مثل ياسمينة خضرا وآسيا جبار ورشيد بوجدرة وأنور مالك وبوعلام صنصال أفضل مثال على ذلك، وكثير من هؤلاء هاجروا واستقروا في الدول التي استقبلت أعمالهم ونشرت لهم وساهمت في شهرتهم. @ ألا تعتقدون أن الحديث عن عالم النشر في الجزائر، يبقى بعيدا عن الحقيقة بل مجرد انطباعات، طالما أن هناك غيابا فاضحا للدراسات الإحصائية التي تتناول هذا المجال من خلال سبر أغواره وتوفير الأرقام الدقيقة حوله.. - الدراسات بالفعل قليلة، لا وجود لمؤسسات مختصة تضطلع بهذه المهمة المحورية في تسطير السياسات ووضع الاستراتيجيات، لكن أعود بك إلى دراسة أنجزها المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي (الكناس) صدرت في ديسمبر/ كانون الأول 2004، وهي من الدراسات القليلة التي تناولت معضلة النشر في الجزائر صادرة عن مؤسسة رسمية، وتشير الدراسة أنه يوجد في الجزائر 400منتج للعلم والمعرفة، أودعوا قانونا 2659عنوانا سنة 2002، وهو رقم هام من حيث الزيادة مقارنة بالعام 2001(1581عنوانا). لكن مع ذلك أقول ان البلاد لا تتوفر على إحصاءات دقيقة، فلا النقابة الوطنية للناشرين - التي أحصت عضوية 80ناشرا خلال العام 2007وحده - تملك ذلك، ولا جمعية المكتبيين الجزائريين بمقدورها تحديد عدد المكتبات وعدد الناشرين ومستوى سحب الكتب والمبيعات. فالعديد من الناشرين لا يصرحون بإنتاجاتهم لمصلحة الإيداع القانوني رغم إلزامية ذلك، ويشتغلون على هامش القانون، نحن نعلم أن سعر الكتاب يبقى غاليا بالنسبة للقدرة الشرائية للمواطن الجزائري، فالكتاب الذي ينتج في الجزائر أكثر كلفة من ذلك الذي يتم استيراده، ما يؤثر سلبا على تطور المقروئية، دون الحديث عن علاقة ذلك بتطور المجال السمعي البصري وسطوته وتكاثر التلفزيونات الفضائية. وبالفعل أعتقد انه لا يمكن لأحد اليوم الحديث عن وضع الكتاب أو المقروئية بالجزائر دون أن يكون كلامه مجرد انطباعات، فلا نتوفر على إحصاءات علمية وأرقام دقيقة، فلا شيء من هذا القبيل موجود. ويقف هذا الوضع وراء قرار وزارة الثقافة العام 2008إنشاء مركز وطني للكتاب، يكون من بين مهامه إلى جانب إعداد دراسات ميدانية وتحليلية لواقع الكتاب، التحرك عمليا لمساعدة واحتياجات الكتّاب @ معروف أن واقع الكتاب في أية دولة كانت، لا يمكن فصله عن فعل القراءة والسياسات المسطرة على مستوى الجهات المختصة لتكريس هذا الفعل الذي تنتعش معه حركة طباعة ونشر وتوزيع الكتاب.. فماذا عن واقع الكتاب والمقروئية في الجزائر من خلال ملامستكم القريبة لهذا الواقع وأنتم المنخرطون في عوالم النشر حتى الثمالة؟ - واقع الكتاب والمقروئية في الجزائر صعب جدا، فتحول البلاد من نظام اقتصادي مخطط إلى اقتصاد السوق بداية التسعينيات وما رافق ذلك من تدمير منتظم وشبه كلي للهيئات الثقافية القاعدية مثل شبكة المكتبات ودور النشر وقاعات السينما ألقى بظلاله على واقع الكتاب إن من حيث طبعه أو نشره أو توزيعه وترويجه أو اقتنائه. هذا فضلا عما يعرف بسنوات العشرية السوداء التي شهد فيها الفعل الثقافي تدهورا غير مسبوق ولم نحص بعد الخسائر التي لحقت بقطاع الثقافة خلال هذه الحقبة إلى اليوم. فإذا علمنا أن العاصمة الجزائر تتوفر لوحدها على 8آلاف نقطة بيع لما يقارب 50صحيفة، أغلبها لا تضم صفحات متخصصة لعالم الكتاب والنشر، فإن المكتبات بالمقابل كنقاط بيع رئيسية للكتاب تبقى قليلة جدا.فالبلد يحصي اليوم قرابة 100ناشر وحوالي 50مكتبة محترفة تتقاسمها العاصمة ووهران (عاصمة الغرب الجزائري) وثمة ولايات مهمة من حيث الكثافة السكانية لا تتوفر على مكتبات محترفة، دون أن نحصي عشرات الكتاب والأدباء والمبدعين الذين اختاروا المنافي الطوعية لإثبات الذات الفنية. وأعتقد أن الحاجة كبيرة اليوم لإعادة الاعتبار لنسيج المكتبات ولقاعات السينما وللمراكز الثقافية، رغم أن المهمة صعبة جدا، لأن مخلفات الأزمة هي أبلغ وأعمق اليوم على مستوى الذهنيات، وعواقبها سوف تنعكس على عدة أجيال لاحقة.