القى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد ظهر امس الخطاب السنوي المعتاد في دور الانعقاد التشريعي الخامس لمجلس الشورى بعد تشكيله الجديد لمدة أربع سنوات ، دخل فيه أعضاء جديد زادوا عن نصف الأعضاء ال 150 . وقد بدا ان الخطاب الملكي هذا العام متحفظ في مجالي السياسة الداخلية والخارجية ، ويرى مراقبون ان هذا متوقع في ظل الظروف التي يمر بها العالم ، وفيما يلي بعض ما قال به الملك : وفي هذا الجو الملبد بالسواد ، ترى الشعوب العربية مصيرها مهدداً من الآخر ، وشعرت بأن آمالها مبعثرة ومستقبلها مظلم. لكن الأمة المؤمنة لا تيأس من روح الله ، فمن عمق المعاناة والجراح استذكرت تاريخها الحافل بالانتصارات ، فانتصرت على يأسها، وانطلقت من سفح الواقع المرير إلى قمة التحدي ، متجاوزة ذاتها ، ساعية إلى جمع الشمل ، وتوحيد الصف والكلمة ، وسوف نستمر – بإذن الله – حتى يزول كل خلاف، مدركين بأن الانتصار لا يتحقق لأمة تحارب نفسها ، وأن العالم لا يحترم إلا القوي الصابر ، وإننا لأقوياء بالله صابرين متوكلين عليه – جل جلاله لقد كان من نعم الله على دولتكم أن قامت بدورها في هذه الانتفاضة المباركة على الشقاق والهوان ، ويعلم الله بأننا كنا في كل خطوة اتخذناها نضع نصب أعيننا شعبنا العريق ، مدركين إيمانه العميق بربه ، وتمسكه بعروبته ، وحرصه الشديد على وحدة أمته العربية والإٍسلامية وعزتها ، فالحمد لله الذي هدى ويسر ، ثم الشكر للشعب الذي أيد وساند. أيها الأخوة الكرام : وخلال تلك الأجواء الصعبة ، هبت علينا رياح أزمة الازمة المالية عاتية ، لم يكن لنا يد في صنعها ، ولكن آثارها امتدت لتهدد العالم كله ، وكان لا بد لنا من أن نتصدى لها بحزم وأن نعالجها بحكمة ، واستطعنا بفضل الله تجنيب الوطن أسوأ عواقبها ، ولا نزال نراقب الموقف بحذر ويقظة. ولا شك أن بلادكم تشارك مع بقية دول العالم الرئيسية في إيجاد الحلول لهذه الأزمة وخاصة دورها في مجموعة العشرين. وفي غضون هذا كله كان لا بد لمسيرة التطوير أن تواصل انطلاقها في الوطن الغالي ، وكان لا بد من قرارات تدفع بعجلة التطور ، وضرورة التعامل مع المتغيرات ، لما فيه رفعة الوطن ، وتحقيق كل أسباب الحياة الكريمة للمواطن.