صنعاء 13 أغسطس 2024 (شينخوا) نددت المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء) باقتحام جماعة الحوثي في اليمن مقر المفوضية بصنعاء. وذكر مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أنه "يدين بشدة اقتحام سلطات الأمر الواقع التابعة لأنصار الله (جماعة الحوثي) لمكتب المفوضية بصنعاء". وأكد تورك، وفقا لما نشره الحساب الرسمي للمفوضية عبر منصة ((أكس))، أنه يجب على الحوثيين "الإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن جميع المعتقلين من موظفي الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية وخلق الظروف التي تمكنهم من العمل دون تهديد أو عوائق". وكان مصدر في المفوضية الأممية قال في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عناصر مسلحة من جماعة الحوثي اقتحمت خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الواقع في شارع السلامي بمنطقة حدة جنوبي العاصمة صنعاء. وأفاد المصدر بأن الحوثيين دخلوا إلى مقر المفوضية وقاموا بتفتيشه، وتمت مصادرة ممتلكات وأصول خاصة بالمفوضية، مشيرا إلى أن الحوثيين قاموا عقب عملية الاقتحام وطرد الموظفين بإغلاق مقر المفوضية. فيما قال مسؤول حكومي رفيع في وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان ل ((شينخوا)) إن الحوثيين صادروا الهارد ديسك (وحدة التخزين الأساسية للمعلومات الالكترونية) الرئيسي للمفوضية وأجهزة أخرى ووثائق وممتلكات. وبحسب المسؤول، فإن عملية اقتحام المقر الأمميبصنعاء جاءت بعد عملية اعتقالات طالت موظفين محليين في عدد من المنظمات الأممية والدولية بصنعاء، آخرها اعتقال 6 موظفين من العاملين في المفوضية السامية لحقوق الإنسان في شهر يونيو الماضي، مشيرا إلى أنهم ما زالوا رهن الاعتقال حتى اليوم. ولم يصدر تعليق من الحوثيين على عملية اقتحام مقر المفوضية. فيما اعتبرت الحكومة اليمنية أن عملية اقتحام مقر المفوضية "تطور خطير". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة عن وزير الإعلام معمر الإرياني قوله إن "إقدام مليشيا الحوثي على اقتحام مقر مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في العاصمة المختطفة صنعاء، والاستيلاء عليه ونهب محتوياته من وثائق وأثاث ومركبات، امتداد لنهجها في التضييق على المنظمات الدولية، دون اكتراث للأوضاع الإنسانية الصعبة في مناطق سيطرتها". ووصف الإرياني الواقعة بأنها "تطور خطير"، مطالبا "بموقف دولي حازم ازاء هذه الممارسات التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني". كما دعا إلى اتخاذ إجراءات "قوية ورادعة تتناسب مع الجرائم" التي ترتكبها جماعة الحوثي، وممارسة "ضغوط حقيقية" عليها "لاطلاق كافة المحتجزين قسرا في معتقلاتها من موظفي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، والشروع الفوري في تصنيفها منظمة إرهابية عالمية"، بحسب الوكالة الرسمية. وفي يونيو الماضي شن الحوثيون حملة اعتقالات طالت عاملين في منظمات أممية ودولية ومحلية، ولازال هؤلاء رهن الاعتقال حتى اليوم. وطالبت الأممالمتحدة أكثر من مرة، جماعة الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأممالمتحدة والعاملين في مجال الإغاثة والمجتمع المدني الذين تم اعتقالهم تعسفيا في صنعاء. وتخضع العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني لسيطرة جماعة الحوثي منذ أواخر العام 2014.