من المسؤول عن تشويه سمعة وصورة العرب والمسلمين في الخارج بل حتى في الداخل؟! وعن جهل الكثير من الأجانب عن حقيقة الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي والفهم الخطأ عن عاداتنا وتقاليدنا، بل الأدهى من ذلك الفهم المعكوس عن الدين الإسلامي الحنيف وتعليماته السمحة ودعوته للسلام والإنسانية والأخلاق السامية والتعارف والتعايش السلمي بين الأمم، قال الله تعالى: «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» وقال عز من قائل: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»، ولكن للأسف أصبح مفهوم العروبة والإسلام لديهم مرادفاً للعنف والإرهاب. وترجع هذه المفاهيم الخطأ لدى الأجانب نتيجة تصرف ممن ينتمون للعرب والمسلمين بتشكيل مجموعات تمارس العنف والإرهاب في بعض الدول، كما أن بعض الأفراد من الجاليات والسياح يرتادون الحانات وبعض الأماكن المشبوهة ويتسببون بأعمال الفوضى والمشاجرات، إضافة إلى مخالفة القوانين وعدم الالتزام بأنظمة هذه الدول، كل هذه التصرفات الدخيلة والمخالفة لمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد العربية – التي تمارسها شرذمة قليلون محسوبون علينا – كونت أفكاراً راسخة لدى الأجانب أن هذه الأعمال هي طبيعة المجتمعات العربية والإسلامية، أضف إلى ذلك ما وصلت إليه بعض الدول العربية من انتشار أعمال العنف والحروب الأهلية والصراع على السلطة في بعض أجزائها وتفكك أوصالها مما أفقدها الهيبة والاحترام لدى الآخرين، لذلك استوجب الإسراع في تصحيح هذه الأفكار بالعمل الجاد في وضع حد لهذه الأعمال والتصرفات بتحكيم العقل والالتزام بمبادئ ديننا الإسلامي الحميدة والتمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة التي تنبذ كل هذه الأعمال، وتحث على التعاون والتعايش السلمي والعدل والإنصاف والأمن والاستقرار في بلادنا؛ لتستعيد هذه الدول هيبتها ومكانتها اللائقتين بها بين الأمم، ونشر الوعي وسن القوانين الرادعة التي تجعل مجموعات العنف والمخالفين يلتزمون قوانين هذه الدول وأنظمتها – ويتأتى ذلك باعتقادنا – بتنشيط وتفعيل الأجهزة الإعلامية بشتى أنواعها؛ لتحسين صورة العرب والمسلمين أمام الآخرين، وإظهار حقيقة السلوك السليم والمحافظ لدى العرب المسلمين، وذلك باستملاك أو تأجير الإذاعات والقنوات التلفزيونية والصحف في مختلف الدول، وزيارة الوفود الإعلامية والثقافية والمعارض التي تظهر حقيقة مجتمعاتنا، ومتى ما أسهمت كل هذه الأجهزة التابعة للدول العربية أو منظماتها في تحقيق هذه المشاريع، فلا بد أن نرى تأثيرها الإيجابي في المجتمعات الأجنبية. نرجو أن تتحقق هذه الآمال؛ لتستعيد أمتانا العربية والإسلامية مكانتيهما اللائقتين بين الأمم. نقلا عن القبس الكويتية الاثنين 3 اكتوبر 2022