بعد غياب عن مكة الخير مدة 7 سنوات، أنعم الله عليّ أن أؤدي العمرة في شهر رمضان المبارك، في ليلة بدر الكبرى، فلله الحمد والشكر. وفي مطار الملك عبد العزيز الدولي كانت إنسيابية الإخلاء من صالات شركات الطيران سهلة ميسرة، وتقاطر خدمات النقل المتعدد الوسائط كانت مرنة للوصول إلى الحرم المكي الشريف, في مكة الخير تنافس مبهر من العاملين والعاملات من العسكر والمدنيين في تقديم العون والإرشاد للطائفين والساعين والمصلين بنفسيات بديعة باسمة. تغيّر الحال عن سنوات مضت من تجهم بعض العاملين في الحرم من تنفير الناس وإجبار النساء على تغطية الوجه، والغالبية من نساء المسلمين هن على الفطرة لا يعرفن تغطية الوجه التي ترى أقلية إلزام النساء بها، هذه التسهيلات ومرونة الأداء كانت بفضل الله والجهود التي أقرتها القيادة السياسية لوطننا تسهيلاً للمعتمرين والحجاج، كان المسعى بأدواره الخمسة وما توفر فيه من تقنية عالية في المصاعد المتحركة بين الأدوار، ويسر وسهولة توالي الصاعدين والنازلين مع توفر المصاعد الكهربائية الآلية، وحنفيات المياه الباردة في كل الأدوار، أعمال نفع الله بها العباد والمعتمرين، هنا تعود بي الذاكرة إلى ما قام به الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه من عمل جبار في توسعة المسعى, وما كان من تراخٍ من بعض قليل من علماء الشريعة وعدم الموافقة لإجازة التوسعة، فما كان منه رحمه الله إلا أن استعان بمئتي عالم من علماء العالم الإسلامي وبعض علماء المملكة الذين أجازوا أعمال توسعة المسعى, فتم ذلك بحمد الله وكان المترددون هم من يسعون في التوسعات الجديدة، رحم الله الملك عبد الله وغفر له وأحسن إليه. والتاريخ يشهد لمن ولي أمر الحرمين على مر العصور تنافس الملوك في إعمار الحرم المكي، وفي توالي ملوك الدولة السعودية منذ توحيد الوطن السعودي كان وما يزال ما تم من الإعمار العظيم من عهد الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله، ثم الملك سعود رحمه الله، والملك فيصل رحمه الله، والملك خالد رحمه الله, والملك فهد رحمه الله, والملك عبد الله رحمه الله، والآن الملك سلمان أعزه الله وعضيده الأمير محمد بن سلمان حفظه الله. مكة الخير اليوم فيها ورشة عمل عمراني جبار زحفاً إلى العالمية من أجل التسهيل والتيسير والعمل المستمر لجودة الحياة برؤية متبصرة في سرعة الإنجاز والاتقان. نحن في هذا الوطن مواطنون نتشرف كثيراً أننا خدم لبيت الله الحرام ومسجد النبي الرسول عليه الصلاة والسلام، الفتى فينا لديه شغف وطموح مع نصح وتوجيه الأجيال الحالية من مختلف الأعمار من كل أرجاء الوطن فدولتنا السعودية حالياً وفرت الأموال للإعمار والبناء، والشعب مساند مبادر للدعاء والابتهال إلى الله جل وعلا أن يديم الأمن والأمان والسلم والسلام على خلقه أجمعين . بالتزامن مع صحيفة الجزيرة