لقاهرة 16 سبتمبر 2020 (شينخوا) أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء الدين شعبان، أن إنجازات الصين في الحد من الفقر تمثل "نموذجا ملهما" للدول النامية للتعلم منه. ووصف شعبان، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) التعاون مع الصين والتعلم من تجربتها التنموية ب "فرصة تاريخية" لشعوب العالم النامي للحاق بقطار التنمية. وأظهرت بيانات رسمية صينية أنه تم انتشال أكثر من 850 مليون صيني من براثن الفقر على مدار العقود السبعة الماضية، مما ساهم بأكثر من 70 بالمائة في التقدم العالمي في الحد من الفقر. وأشار شعبان إلى أنه زار الصين ثلاث مرات، وتابع عن كثب الجهود التي يبذلها الحزب الشيوعي الصيني في التخفيف من حدة الفقر. وأضاف الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أن "الصين حققت قفزة تنموية هائلة بالتحول من مجتمع فقير إلى دولة رائدة على مستوى العالم خلال فترة هي الأقل في تاريخ الحداثة"، مؤكدا أن النقلة التي حققتها الصين "غير مسبوقة. وعزا السياسي المصري، نجاح الصين في الحد من الفقر إلى حكمة الحزب الشيوعي الصيني وبُعد نظره وخططه الدقيقة والجادة من أجل رخاء الشعب الصيني. وقال شعبان، الذي يكتب حاليا كتابا عن تاريخ الصين ونضال البلاد من أجل التنمية، إن "عملية البناء الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والثقافي للمجتمع عملية صعبة تحتاج إلى رؤية وقيادة حكيمة، وهي خصائص رئيسية لدى الحزب الشيوعي الصيني". وأوضح أن الحزب الشيوعي الصيني تمكن من خلال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من تحقيق الانسجام والتواصل بين النظرية والواقع، مما أدى إلى الطفرة التنموية الحالية في الصين. وتابع أن التجربة الصينية فريدة من نوعها لأن الحزب الشيوعي الصيني يتمتع بالخبرة والشعبية والثقة والاحترام من قبل الشعب الصيني. وأردف قائلا "لقد ظهر ذلك في الطريقة الإيجابية التي استجاب بها الشعب الصيني لتعليمات الحزب الشيوعي الصيني للتغلب على أزمة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) حتى استطاعت البلاد السيطرة على المرض وبأقل الخسائر". واستطرد أنه واثق تماما من أن الصين ستنجح في تنفيذ خطتها لانتشال جميع سكان الريف من الفقر قريبا. ورأى أن "الصين أرست تجربتها التنموية من خلال كفاح مشرف لما يقرب من قرن من الزمان منذ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني"، مضيفا أن الحزب الشيوعي نجح في أن يجعل الصين "عمودا أساسيا من الأعمدة الاقتصادية في العالم". ورأي اليساري المصري، أن الغرب لن يقدم مساعدة حقيقية للدول النامية، في حين أن الصين تدعو إلى التعاون مع العالم بأسره على أساس المصالح المشتركة والشراكات المربحة للجميع. وقال إن "الصين تقدم نموذجا للتعاون ذي بعد إنساني من أجل التنمية المشتركة، كما يتضح من شراكاتها في العديد من مشروعات التنمية الكبيرة التي تخدم الملايين في إفريقيا." وترتبط مصر والصين بعلاقات ثنائية متميزة ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتعد مصر من الدول الرئيسية المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقتها الصين من أجل التنمية المشتركة مع دول العالم المختلفة. وأعرب شعبان عن تقديره لاستعداد الصين لدعم مصر، كما حث بلاده على زيادة تعزيز التعاون الثنائي مع الصين والتعلم من التجربة الصينية. وأوضح أن "مصر لديها فرصة تاريخية للتنمية من خلال التعاون مع الصين في ضوء علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين والعلاقات الطيبة بين قيادتيهما". وذكر شعبان، العديد من مجالات التعاون الثنائي التي من شأنها أن تساعد بشكل كبير في دفع عملية التنمية في مصر، مثل التعليم والتكنولوجيا والتصنيع. واختتم السياسي المصري، قائلا "نحن بحاجة إلى التعلم من خبرة الصين ومعرفتها، وكيف استطاعت في عقود قليلة أن تمتلك مفاتيح التقدم العلمي، وأن تصبح على قدم المساواة مع الدول الكبرى في العالم".