وفقا لما نشرته صحيفة الشرق الاوسط اللندنية اليوم 10 سبتمبر فقد اكد حاي والدر الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن هايبرلوب في حوار تم معه في امريكا أن نظام «هايبرلوب» يدعم جهود السعودية لتصبح مركز نقل عالمياً، متوقعاً بدء العمل في المشروع عام 2020. لا يزال نظام النقل «هايبرلوب» الذي يتم تطويره في المقر الرئيسي لشركة «فيرجن هايبرلوب وان» في لوس أنجليس، يشغل الكثير من المهتمين في النقل السريع، إذ إن التقنية التي يحملها هذا النظام يمكن أن تقل المسافرين والبضائع بسرعات تصل إلى سرعة الطائرات لكن على الأرض بالاستفادة من تقنيات الرفع المغناطيسي والتفريغ الهوائي. وسعت السعودية للاستفادة من هذه التقنية لتطبيقها في المملكة، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى أميركا السنة الماضية. جاي والدر، المدير التنفيذي لشركة «فيرجن هايبرلوب وان» أكد في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن نظام «هايبرلوب» يدعم جهود السعودية لتصبح مركز نقل عالمياً، متوقعاً بدء العمل في المشروع عام 2020. وأضاف أن تطلعات ولي العهد السعودي في العمل المتواصل والسريع لتطوير البلد هي ما شجعه على إطلاق مشاريع شركته في السعودية، متزامناً مع العمل على المشاريع ذاتها في 9 ولايات أميركية وفي الهند. ولفت والدر إلى أن بإمكان الركاب أن ينتقلوا من الرياض إلى جدة في مدة لا تزيد عن 48 دقيقة، ومثله للانتقال من الرياض إلى العاصمة الإماراتية، ونصف ساعة للانتقال من الرياض إلى البحرين. وفيما يلي نص الحوار… ما الذي تحملونه في زيارتكم للسعودية؟ – طورنا آلية نظام جديد للنقل فيما يتعلق بالقطارات، وقبل أربعة أسابيع وقّعنا اتفاقاً تاريخياً مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بخصوص استضافة المدينة مركزاً للتميّز عالمي المعايير، يضم مضمار اختبار موسّعاً خاصاً بنظام النقل عالي السرعة «هايبرلوب»، ومركزاً للأبحاث والتطوير، وورشة لإنتاج عربات «هايبرلوب»، وهو ما سيسهم في دفع السعودية إلى طليعة الدول حول العالم في تقنية الهايبرلوب والقطارات السريعة. وستكون السعودية رائدة في هذا المجال من خلال مبادراتها لتطوير حلول تُحدث تغييرات جذرية وتواكب «رؤية 2030»، كما أن نظام هايبرلوب يمكن أن يدعم جهود السعودية الرامية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للنقل، ويعزز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، ويسهم في نمو قوة عاملة على أسس المعرفة والإبداع. على ماذا تعتمد تقنية الهايبرلوب؟ – لدينا جميعاً الرغبة في أن نجري رحلاتنا سواء الداخلية أو الخارجية بسرعة أكبر، ولذلك اجتهدنا في هذا المجال لنخرج بشيء يحقق هذه الرغبة، وتمكننا من ابتكار نظام تنقل جديد هو تقنية «هايبرلوب» التي فتحت أمامنا المجال لإعادة التأمل في إمكانية التنقل خارج المدن وداخلها عبر عربات كل واحدة منها تقل 25 شخصاً، ويمكن لنظام النقل «هايبرلوب»، أن ينقل المسافرين والبضائع بسرعات تصل إلى سرعة الطائرات لكن على الأرض، وذلك بالاستفادة من تقنيات الرفع المغناطيسي والتفريغ الهوائي. وتستغرق رحلات «هايبرلوب» احتساء كوب قهوة حتى تصل إلى وجهة قد تكون قطعت خلالها مئات الكيلومترات في ساعة أو أقل. والجميل في تقنية هايبرلوب هي أنها من التقنيات الصديقة للبيئية، إذ إنها تعمل على الطاقة الكهربائية. ماذا عن الاتفاقيات التي وقعتموها مع عدد من الجهات في السعودية؟ – تشرفنا العام الماضي بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لنا في ولاية كاليفورنيا لمشاهدة التكنولوجيا المتعلقة بهايبرلوب، وكان كل تفكيرنا مع ولي العهد كيف نستطيع أن نربط المدن داخل السعودية بقطار يعمل بتقنية هايبرلوب. وعلى سبيل المثال سيكون الوقت الذي يقطعه المسافر من الرياض إلى جدة 48 دقيقة. بل إننا نعمل أيضاً على خطط أوسع من ذلك مثل أن نربط المدن الخليجية كافة ببعضها بالتقنية ذاتها. ولكم أن تتخيلوا أن المسافة بين الرياض وأبوظبي ستستغرق 48 دقيقة، كما سيستغرق قطع المسافة من الرياض إلى البحرين 30 دقيقة. ما الذي ستصلون إليه من خلال مشاريع هايبرلوب؟ – نسعى إلى ربط المدن السعودية وجعلها كما لو كانت قريبة جداً من بعضها رغم بعدها في حقيقة الأمر. كما أننا سنربط السعودية بمنطقة الخليج كاملة، وستكون هنالك فوائد جمة من هذا الربط، سواء على أنشطتنا العملية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية، ستتأثر بصورة إيجابية من هذه المشاريع، وسينعكس ذلك إيجاباً على المدارس والتعليم والصحة وأماكن العمل والسكن. ما المهام التي سيقوم بها مكتب «فيرجن هايبرلوب وان» الذي قررتم إنشاءه في السعودية؟ – سيركز على دعم مشاريع الشركة في السعودية، لا سيما اتفاقيتنا مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، فهي اتفاقية مهمة للغاية بالنسبة لنا، وسنعمل الكثير فيما من شأنه دعم البينة التحتية لتقنية هايبرلوب في السعودية. كيف تسيّرون عملكم داخل السعودية فيما يتعلق بالمشاريع التي ستنفذونها؟ – نفكر في مشاريعنا من زوايا مختلفة، منها مشاريع الطرق بالتزامن العملي والاتفاق مع الحكومة السعودية والتي تمثلها وزارة النقل، والزاوية الثانية مواصلة العمل بالاستفادة من مركز التميز العالمي في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية فيما يخص مضمار الاختبار الخاص بنظام النقل عالي السرعة (هايبرلوب)، ومركز الأبحاث والتطوير، وورشة إنتاج عربات «هايبرلوب»، ولن نستخدم في هذه المشاريع تقنية الأمس، بل آخر ما توصل إليه العلم في تقنية النقل. والزاوية الثالثة التي ننظر من خلالها أن تقنية هايبرلوب هي صناعة حديثة وفي تطور متزايد، ولذلك نسعى لتطوير العمل عليها داخل السعودية، وسترون على أرض الواقع كيف أننا سنستفيد من الأبحاث التي سيجريها المركز العالمي في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وكيف يتم تحويلها إلى مشاريع على أرض الواقع. هل حددتم جدولاً زمنياً لبعض المشاريع؟ – نعم، أتوقع أننا سنكون قد بدأنا فعلياً في مشاريعنا مع حلول قمة العشرين التي ستستضيفها السعودية العام المقبل 2020. وأتصور أن الفرصة كبيرة لأن تكون السعودية قائدة للعالم في مجال الأبحاث والتطوير في تقنية هايبرلوب، وكذلك فرصة لتكون السعودية مصدراً كبيراً لصناعة تقنية هايبرلوب، ولن يكون ذلك لسوق الصناعة السعودية المحلية، وإنما أيضاً تقديم منتجات يمكن تصديرها للخارج. ما الذي يشجعكم على مواصلة مشاريعكم في السعودية؟ – ربما أن المرحلة الحالية التي تمر بها السعودية هي ما شجعنا على ذلك، فهي تختلف عن مواقع كثيرة حول العالم، فالسعودية دولة تريد التحرك والتغير بسرعة، وترغب في تبني التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يؤكده دائماً الأمير محمد بن سلمان في حديثه لنا… ومثل ذلك يؤكد لنا أن المشاريع ستسير بشكل ممتاز في السعودية، وفي أقل من 10 سنوات ستكون تقنية هايبرلوب انتشرت في السعودية. تنظم السعودية مؤتمرات في مجالات عدة من ضمنها الاقتصاد، فكيف ترون انعكاسها على المشاريع التنموية لا سيما مثل مشروع هايبرلوب؟ – بلا شك إيجابي، ونستعد في شركتنا للمشاركة والحضور لمؤتمر مبادرة الاستثمار التي ستنظمه السعودية قريباً، وسأكون أحد المتحدثين في هذا المؤتمر عن تقنية الهايبرلوب.