كما يضيئ نور الفجر الكون ويمحو ظلمة الليل ، تكون للحبِّ الصادق قوة خارقة وعزيمة صلبة في تجاوز ونسيان آلام خيّمت على الفِكر واستولت على المشاعر وسرقت أحلاماً ترعرعت في حديقة الحياة وزرعت أحاسيس مرهفة بنَت مزاهِرها على جدار القلب ورسمت فسيفساء ذكريات تعانقت أحداثها واحتضنتها بحنان قضى على الكُره والكَدر . الحبُّ الصادق ليس قصيدة شِعر أو أغنية راقصة ، بل تجسيد المشاعر في فِعل وواقع يتسامى على الخطأ والسقوط . الحبُّ الصادق أن تكون إنساناً يعرف أننا قد ننزلق في نزوة ، ونقع في هفوة ، فنحن بشر ليس الكمال سمته ، ومن لا يكتمل قد لا يكون ناقصاً . الكمال أن تنهض بعد تعثّر ، وتنفض غبار الإثم . من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر . ربما يتفاعل كثير منا مع هذه المشاعر لأنها تقوم على مبادئ إنسانية سامية ، لكن الامتحان الحقيقي للمشاعر هو التعامل معها على أرض الواقع ، وهنا تظهر المواقف وتتباين بين الناس ، وهذا هو مايرسم الخط الفاصل بين ما يسكن في القلب وماتظهره الجوارح في دنيا تحتمل أيامها كل مايصدر منا من خير وشر ، وكل ما يتعاقب عليها من نهار وليل ، كل التوافقات والتناقضات . تلك هي سمة الدنيا وصفة البشر. . .