بثت مدينة الملك العزيز للعلوم والتقنية بشكل مباشر من مقرها بالرياض, مؤتمر المنظمة الأوربية للأبحاث النووية (سيرن (CERN) الذي عقدته مؤخراً في سويسرا للكشف عن التقارير الدورية لنتائج تجربتي أطلس والسي ام اس, احدى التجارب المقامة حالياً على محيط المعجل الكبير في سيرن بهدف البحث عن جسيم الهيغز حيث قدمت أدلة تشير إلى وجود جسيم يشبه إلى حد كبير جسيم " هيغز بوزون", الذي تكتسب منه الجسيمات الأساسية المكونه للمادة كتلها المختلفة, حيث تعد هذه الجسيمات الأساس الذي تتكون منها باقي الجسيمات الأكبر والأعقد وبالتالي هي الشكل المبسط للوجود المادي حسب نظرية النموذج القياسي. وعد العلماء هذا الاكتشاف الذي توقع وجوده عالم الفيزياء النظرية الاسكتلندي بيتر هيغز قبل 48 عاماً، ضمن إطار ما عٌرف لاحقاً بالنموذج القياسي في فيزياء الجسيمات الأساسية, حدثاً تاريخياً وحجر الزاوية المفقود الذي سيحدد توجهات الدراسات المستقبلية في البحث عن أصل المادة ونشأت الكون. وقد تمكن الباحثون في التجربتين من حساب كتلة جسيم "هيغز" كل على حدة حيث أعطى الباحثون في تجربة أطلس قيمة الكتلة125.3± 0.6 قيقا الكترون فولت وبمقدار انحراف معياري مقداره 4.9، أما الباحثون في تجربة سي أم أس فقد أعطو القيمة 126.5قيقا الكترون فولت بمقدار انحراف معياري مقداره 5.0, ويرجع الاختلاف في تقدير الكتلة هنا الى طبيعة التفاعلات في كلا التجربتين مما ينعكس على عدد الجسيمات الماخوذة في الاعتبار لحسابها أحصائياً, وهو ما ينعكس بدوره على دقة النتائج في توقع الكتلة. وقد وصفت هذه النتائج بأنها أولية، حيث أنها بُنيت على بيانات تم جمعها عامي 2011م و 2012م، فضلاً عن أن بيانات عام 2012م لا تزال قيد البحث والتحليل. ويمكن بنهاية هذا العام أن تصبح الصورة أكثر اكتمالا لما تم رصده من ملاحظات عندما يقوم مصادم الهدرونات الكبير بإجراء المزيد من التجارب والخروج بالمزيد من البيانات والملاحظات. ويتوقع استمرار التجارب حتى أوائل العام القادم وجمع النتائج من كلا التجربتين في جهود يتوقع منها تحسين قياسات الكتلة والتأكد من مواصفات الجسيم, حيث أن معرفة مواصفات هذا الجسيم بشكل دقيق سوف تقود التوجهات المستقبلية في فيزياء الجسيمات الاولية. ويعد هذا الاكتشاف الحلقة الأخيرة في السباق المحموم بين المنظمة الأوربية للأبحاث النووية (سيرن) ممثلة بالمصادم الهادروني الكبير, ومعامل فرمي بالولايات المتحدةالأمريكية ممثلة في معجل التيفاترون، حيث كانت هناك محاولات من قبل مجموعتين لتوحيد جهودهم والإعلان عن شواهد لوجود جسيم هيقز قبيل إعلان سيرن. الجدير بالذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تربطها علاقة مع المنظمة الأوربية للأبحاث النووية (سيرن) منذ عام 2006م, لتطوير التعاون العلمي والتقني في مجال فيزياء الطاقة العالية، من أبرز ملامحها تمكين الفيزيائيين والمهندسين والفنيين المتخصصين من المدينة والجامعات في المملكة من المشاركة في مشاريع البحث التي تجريها المنظمة الأوروبية في مجال الفيزياء التجريبية والنظرية، كما يمكن للعلماء الشباب والمهندسين والطلاب في المملكة التقدم للدراسة في الدورات المختلفة التي تقيمها المنظمة.