لم ينتبه المراقبون للحديث الذي أدلى به رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، الذي أشار في كلمة له أمام اجتماع اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط يوم الجمعة الماضي، إلى وجود مفاوضات هادئة وعقلانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حتى طالب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات صحفية له على هامش مشاركته في اجتماعات اللجنة الرباعية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بضرورة إطلاع أصدقائهما على نتائج المفاوضات السرية الجارية بينهما. فقد نقلت مصادر إعلامية بريطانية رسمية عن رئيس الوزراء السابق توني بلير اعتقاده بامكان توقيع اتفاقية سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين باسرع مما يعتقده الناس، ونقلت عنه قوله: "ليس لدينا خيار سوى الاستمرار في المحادثات فهي في نظري الشيء الاهم الذي يمكن ان نفعله لنحقق اجواء مختلفة في تلك المنطقة ناهيك عن تحسين حياة الاسرائيليين والفلسطينيين. كما أنه من المهم أن نعود الى احد الاسئلة التي سئلت سابقا لنفهم طريقة العمل وهي الطريقة الوحيدة، فهناك عملية تفاوض سياسي يقوم خلالها الفرقاء بصورة هادئة ودون تهليل وضجيج، بمناقشة المسائل وبشكل عقلاني جدا في رأيي. فهم يجلسون ويتناقشون ويحللون المسائل والمشاكل بينهم للوصول الى الوضع النهائي من المفاوضات، ولكنهم يحتاجون الى الدعم فيما يتعلق بما يحدث على الارض". وأشار بلير، إلى أن الزعيم الاسرائيلي او الفلسطيني يحتاج الى ان يقول لشعبه ان هناك فرصة لسلام دائم ولكن لا بد من ان يكون هناك صدى على الارض لهذا الكلام، وهنا تكمن الصعوبة ولذلك فان التركيز ينصب على هذه الناحية ليل نهار، وقال: "صحيح أن علينا ان نرفع الاحتلال الا انه لا يمكن فعل ذلك من خلال شعار يقول "ارفعوا الاحتلال"، نعم ان الاحتلال مشكلة للفلسطينيين، ولكن الاسرائيليين لديهم مشكلة أمنية وعلينا أن نواجه هاتين المشكلتين . وبكلمات أخرى فان علينا ايجاد طريق لرفع تدريجي للاحتلال مصحوب بتحسين قدرات الامن الفلسطينية حتى يستطيع الفلسطينيون أن يحفظوا ليس أمنهم الذاتي فقط بل سلامة وأمن جارهم الاسرائيلي