يقع مصنع الحرباوي للنسيج على طريق غير معبد على اطراف مدينة الخليل الفلسطينية. يبدو لأي غريب انه مجرد مصنع قديم، اما في الداخل فهناك صفوف من الآلات غير المستعملة التي تغطيها خيوط العنكبوت. الا ان المصنع اصبح محل اهتمام الاعلام العالمي قبل ثلاث سنوات، بعدما اتضح انه اخر مصنع في الاراضي الفلسطينية ينتج الكوفية غطاء الرأس العربي الشهير الذي عرف عالميا بارتداء الزعيم الفلسطيني الراحل يااسر عرفات له. وبدأ تجار الجملة الفلسطينيون يشترون الكوفية بأسعار أرخص من الصين والاردن وسورية، اذ يبلغ سعر الكوفية من مصنع الحرباوي 6 دولارات بينما الكوفية صناعة صينية لا تكلف اكثر من 3 دولارات. وبعد اهتمام الاعلام بالمصنع، توالى فيض من الاستفسارات عنه.استغلت عائلة الحرباوي الاهتمام الاعلامي بالمصنع واطلقت صفحة الكترونية باسمه وحيث يمكن ايضا وضع طلبات الشراء من الدول الاجنبية. ولفت الخبر انتباه المجموعة التي تحمل اسم "مهنيون شباب من اجل فلسطين"، وهي مجموعة من نشطاء الانترنت كان مقرهم وقتها في الكويت. تقول مؤسسة المجموعة نورا قاسم انهم قلقوا من ان الواردات الاجنبية تهدد المعنى الحقيقي للكوفية الفلسطينية. تقول نورا: "سمحت العولمة بصناعة منتجات ارخص في دول اخرى لا تهتم اطلاقا بهوية المنتج نفسه ومما اقلقنا ان الانتاج الكثيف سيهدر اصالة المنتج وانه لم يعد فلسطينيا". وتضيف: "شعرنا ان علينا مساعدة المصنع في الوصول الى عملاء اكثر وربما تحسين قدراته والحصول على الات جديدة. فزدنا المبيعات بشراء كوفيات وبعناها لاناس في الكويت وسعينا لجعل الناس يشترون بأنفسهم من المصنع". الا انه رغم جهود المجموعة اصبحت مسألة شراء وبيع الكوفية في الكويت مشكلة. تقول نورا قاسم: "قمنا باطلاق صفحة على موقع فيسبوك بحيث يمكن للناس التعامل مع المصنع مباشرة. وصاحب المصنع عجوز جدا ومقاوم بشدة للتغيرات التكنولوجية. بالطبع لا يمكننا التدخل او نقول لهم كيف يديرون اعمالهم لكن يمكننا المساعدة بالعلاقات العامة والتسويق من خلال التواصل".