(CNN)-- ضمن مساعيها لمجابهة غلاء أسعار المواد الغذائية، وخاصة الأرز، تحركت عدد من الحكومات الآسيوية الجمعة، وسط اقتراح تايلاند إقامة "كارتيل" من الدول المنتجة والمصدرة للأرز على غرار منظمة "اوبك" وتخزين مانيلا إمداداتها من هذه المحاصيل لضمان الاستهلاك المحلي، وسط غليان شعبي يهدد بثورة "جياع". هذا التحرك جاء في وقت شهدت فيه أسعار الأرز والسلع الغذائية ارتفاعاً قياسياً، ما أدى إلى قيام مسيرات احتجاج في مصر وهايتي وعدد من الدول الأفريقية. والخميس طالب الرئيس الأمريكي جورج بوش، الكونغرس بإقرار معونة غذائية تبلغ قيمتها 770 مليون دولار، للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية. التفاصيل. في الغضون أعلن روبرت زيغلر المدير العام لمعهد بحوث الأرز الدولي في مدينة لوس بانوس في الفيليبين "أن العالم اتحد معاً في الماضي، ويمكنه القيام بذلك مجدداً لضمان أن البشرية لديها ما يكفي من القوت. نحتاج فقط للإرادة السياسية" وفق أسوشيتد برس. تصريح المسؤول تزامن مع زيارة الرئيسة غلوريا ماغاباغال أرويو للمعهد لتؤكد للمنتقدين أن الحكومة واعية لحجم هذه الأزمة وأنها تعمل جاهدة لتوفير المخزون ومكافحة الأسعار المرتفعة. بموازاة ذلك اقترحت تايلاند أكبر الدول المصدرة للأرز في العالم، قيام كارتيل للدول المصدرة لهذه المادة الأساسية، يضم دول لاوس وميانمار وكمبوديا وفيتنام، وهو ما يمنحهم سلطات أكبر في التحكم بالأسعار الدولية للأرز. وقال المتحدث باسم الحكومة التايلاندية فيشينشوت سوكشوكرات "رغم أننا مركز العالم للغذاء، إلا أن تأثيرنا على الأسعار محدود." وأضاف "مع ارتفاع أسعار الوقود إلى هذا الحد، نستورد وقوداً مكلفاً جداً لكننا نبيع الأرز بأسعار رخيصة جداً، وهذا غير عادل لنا ويضر في ميزاننا التجاري." من جهته قال المتحدث باسم وزارة خارجية دولة لاوس يونغ شانتالانسي الجمعة إن بلاده "ستنظر جدياً" في اقتراح تايلاند، قائلاً إن قيام كارتيل سيمنح الدول الخمسة "سلطة المساومة." أما كمبوديا التي كانت قد اقترحت في الماضي قيام هذا الكارتيل، سارعت الجمعة إلى تأييد اقتراح تايلاند، قائلة إنه "ضرورة" نظراً لأزمة الغذاء العالمية الحالية. وقال المتحدث باسم الحكومة الكمبودية خيو خانهاريث "عبر تشكيل جمعية، يمكننا منع وقوع حرب أسعار كما يمكننا تبادل معلومات تتعلق بالأمن الغذائي." إلا أن زيغلر لفت إلى صعوبة قيام هذا الكارتيل قائلاً: "الأرز يزرعه ملايين المزارعين في واحد، اثنين وثلاثة هكتارات من الأرض، بينما النفط تنتجه بعض الشركات العملاقة في عدد قليل من الدول.. الفرق كبير جداً لإجراء مقارنة." من جهته قال رئيس جمعية مصدري الأرز التايلاندي شوكت أوفاسوزنغزي إن قيام أي كارتيل للأرز لن يفي بغرضه لأنه سيستبعد مصدرين كبار مثل الهند وباكستان. وأضاف أن الحكومات تتحدث عن هذا الكارتيل فقط عندما تلوح في الأفق أزمة أرز، قائلاً إن ذلك لن يحدث.