اضطرت السلطات الصينية إلى تخفيف القيود المشددة التي تفرضها على الإنجاب، والتي تحدد إنجاب طفل واحد لكل أسرة، في أعقاب كارثة انهيار أرضي هائل، ضرب شمال غربي الصين العام الماضي، وأسفر عن مقتل وفقدان المئات. وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" الجمعة، أن تخفيف القيود التي تفرضها السلطات بموجب سياسة تحديد النسل، يشمل فقط العائلات التي فقدت أطفالها في الكارثة، التي ضربت محافظة "تشوتشو"، في السابع من أغسطس/ آب من العام 2010 الماضي. وأفادت الوكالة الرسمية، نقلاً عن مسؤولين في الحكومة الصينية الجمعة، بأن نساء هذه الأسر، الذين خضعوا في السابق لعمليات ربط "قناة فالوب" لمنع الحمل، سوف يكون بإمكانهن الخضوع لعملية عكسية مجانية، لفتح أنابيب الرحم مرة أخرى. وذكر المسؤولون، في تصريحات إعلامية تأتي قبل يومين من حلول الذكرى الأولى لكارثة الانهيار الأرضي، التي أسفرت عن مصرع وفقدان ما يزيد على 1700 شخص، أنه سيتم السماح للعائلات التي فقدت أطفالها فقط، أن تنجب آخرين غيرهم. وقال مدير مكتب التخطيط العائلي في محافظة "تشوتشو"، ليانغ جيانجون، إن نساء من 27 أسرة قد خضعوا بالفعل لتلك العملية، وأضاف قائلاً: "لقد أصبح عدد منهن حاملات الآن"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية. وبدأت السلطات في أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، قبل أكثر من ثلاثة عقود، في تطبيق سياسة صارمة لتحديد النسل، تسمح لكل أسرة في المناطق الحضرية بإنجاب طفل واحد، فيما يمكن السماح للعائلات الأخرى، في مناطق ريفية أو من عرقيات معينة، إنجاب أكثر من طفل. إلا أن هذه السياسة، التي بدأت الصين في تطبيقها عام 1979، تعرضت لانتقادات واسعة، تزايدت حدتها مؤخراً، حيث يعتبر كثير من الخبراء أنها ألحقت ضرراً بالغاً بالتوازن السكاني في الدولة الآسيوية، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليار و300 مليون نسمة.