توصل القائمون على مشروع تنمية البادية في الحسكة خلال فترة عمل المشروع إلى اختراع آلة لقص وتقليم الشجيرات الرعوية في المحميات الرعوية. وقال المهندس محمد الدرويش مدير مكتب تنمية البادية في الحسكة إن الفكرة بدأت بشكل جدي عندما واجهنا صعوبة في إزالة الشجيرات الرعوية القديمة حيث لوحظ أن هناك تيبس وتخشب للشجيرات وارتفاع حجمها ما يجعلها قليلة الفائدة الرعوية للأغنام مشيرا إلى أنه وبعد القيام بالعديد من المحاولات للتغلب على هذه المشكلة تم التوصل إلى اختراع هذه الآلة كحل جذري مبينا أنه تم في البداية تجربة قص الشجيرات الرعوية بواسطة مقصات يدوية الأمر الذي تكلف الكثير من الجهد والمال إلا أن الالة الجديدة استطاعت أن تنجز العمل بأقل جهد ومال ووقت. وأوضح الدرويش أنه تم تبادل الأفكار والآراء بين الفنيين العاملين في مشروع تنمية البادية وخبراء صناعيين في المحافظة بغية الاتفاق على الشكل النهائي للآلة مبينا أن الآلة عبارة عن صندوق معدني محمل على عجلات ومحور القطر لجر الآلة بواسطة جرار ويتألف من محور نقل حركة من الجرار إلى الاجزاء المتحركة بالآلة وعلبة للمسننات مهمتها تحويل الحركة الدورانية الأفقية إلى دوران عمودي بقرص القص المدور مشيرا إلى أن مبدأ العمل يتم نتيجة دوران القرص والسلاسل المعلقة فيه بشكل سريع حيث تقوم بقص وتقليم أجزاء الشجيرات الرعوية التي تمر فوقها ويتم رفع وخفض الآلة حسب المستوى المطلوب. من جهته بين المهندس ياسر المرعي رئيس دائرة المراعي في البادية أن الآلة أثبتت جدواها حيث لوحظ نموات خضرية جديدة في الأشجار المقلمة ما يجعل قابلية الاستفادة منها في الرعي أفضل وأسهل مشيرا إلى أن الآلة وبفضل النتائج التي توصلنا إليها بعد استخدامها وبعد إجراء العديد من التجارب عليها في مراكز أمهات تل صفوك للشجيرات الرعوية تم تصنيع من قبل مدير مشروع تنمية البادية بتصنيع أربع آلات وتوزيعها على فروع المشروع بالمحافظات السورية ولم يقتصر الأمر على اعتمادها من قبل مشروع تنمية البادية في سورية بل قامت المنظمة العربية للمناطق القاحلة والجافة /أكساد/ باعتماد هذه الآلة بعد أن اطلعت على كفاءة عملها لتستخدم في مراكزها الرعوية المزروعة منذ وقت طويل والتي كانت تعاني من موت الشجيرات الرعوية وتدهورها نتيجة تخشبها.