في العالم العربي هناك المئات من حزم الأسئلة السياسيّة والفكريّة التي تُطرح بشكل متكرّر في مجتمعات النخب وبين عامة الناس. بعض هذه الأسئلة ذات طابع احتجاجي وأخرى ذات طابع نفسي تتلذّذ بجلد الذات. ومن أكثر الأسئلة وجعا أمام الإنسان العربي تلك التي تتكرّر بنزعة استسلاميّة انهزاميّة، وتدور في حلقات من اليأس والإحباط والعدميّة، وبعض هذا النوع من الأسئلة الموجعة تحديدا قد يدفع الشباب الباحثين عن الأجوبة إمّا إلى عالم المخدرات وما شابهه أو إلى الرد القطعي والمتمثل في ارتداء الأحزمة الناسفة وحسم الحيرة وحالة الخذلان. وتأسيساً على ما تقدم أعرض هنا أمام القارئ المتأمل بعض الأسئلة العربيّة الأكثر تداولا والتي تتردّد دون جواب واحد وألخصها في المجموعة الآتية: السؤال الأول: كيف فشلت الأنظمة العربيّة "دفعة واحدة" وفي 7 دول عربيّة (تونس ومصر وليبيا وسورية والعراق واليمن ولبنان)، ولم تستطع أن تحقق الحد الأدنى من الاستقرار والأمن الوطني لشعوبها؟ وكيف (اتفقت) الظروف جميعها على نشر الفوضى في عواصم ومدن هذه الدول (واختلفت) المسبّبات ما بين طائفي وقبلي وحزبي وشيطاني؟ السؤال الثاني: كيف تتحكّم "ميليشيا" "حزب الله" الطائفيّة بالوكالة عن دولة غير عربيّة في مصير دولة عربيّة اسمها "لبنان" وتعطّل حركتها وتفسد هدوءها ونشاطها الاقتصادي والسياحي، بل وتفسد 25 اجتماعا لمجلس "النواب" حتى لا يختار رئيسا يمثل لبنان في الداخل والخارج؟ السؤال الثالث: كيف بقيت بغداد خمسة قرون عاصمة "العرب" ومزار كل المسلمين من كل القوميات والمذاهب ثم تسقط على يد المغول القدامى، وبعد أن تتعافى من جراح التاريخ تسقط على يد أحفاد ابن العلقمي رهينة للطائفيّة والاقتتال وخنجرا في خاصرة العرب تتلاعب به "إيران" الفارسيّة؟ السؤال الرابع: كيف ظهر تنظيم "داعش" يوزّع الموت ويغمد الخناجر وينسف الحياة في أكثر من عشر مدن عربيّة وعالميّة والعالم كله يتفرّج؟ من استزرع بذوره ومن يسقيها ومن يتعهدها بالحماية؟ ومن الرابح مع "الدواعش" في تجارة الموت وتشويه صورة المسلمين؟ السؤال الخامس: على أي طريق تسير الولاياتالمتحدة زعيمة العالم الحر ومرتكز الديمقراطيّة والتي ترفع راية محاربة الإرهاب ونشر العدل والحقوق في كل الأرض؟ ما الذي جرى ويجري في العالم منذ أن تفرّد الأميركيون بمصير العالم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي؟ السؤال السادس: كيف يفهم العالم التفسير الأميركي للحرب على الإرهاب الذي مات من جرائه حوالي 2 مليون إنسان معظمهم من المسلمين؟ وكيف أنتجت مرحلة الحرب على الإرهاب بعد أكثر من عشر سنوات ما يزيد على 80 منظمة متطرفة في عالمنا العربي تمارس القتل وتمتهن العنف اليومي؟ (في العراق وسورية وحدهما أكثر من 60 اسما من هذه المنظمات). السؤال السابع: كيف ولماذا تغاضى الغرب بزعامة الولاياتالمتحدة عن تمدّد "الفرس" إلى عواصم "العرب" بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟ وما أسرار ومآلات هذا الحوار "الحميمي" حول النشاط النووي الإيراني مع الغرب؟ ومن هم أهداف قنبلة إيران "الإسلاميّة" في محيط إسلامي؟ نقلا عن الرياض