ماذا قد يتبادر إلى ذهنك عندما تقرأ هذا العنوان وأنت تبحث عن إجابة لسؤال طالما اختلفنا حوله عندما نرى ما يجري في بلداننا من قتل وتدمير حتى باسم الإسلام؟ ولكن هل من المعقول أن يكون هذا العدو منّا وفينا؟ أن يقتل باسمنا؟ أن يسيء إلى الدين الذي ننتمي إليه، ويكون سببا في تأليب الأعداء عليه، ونفور الناس منه؟ يقول سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن « أفكار التطرف والتشدد والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء، بل هو عدو الإسلام الأول، والمسلمون هم أول ضحاياه كما هو مشاهد في جرائم ما يسمى بداعش والقاعدة وما تفرع عنهما من جماعات». ما ذكره سماحة المفتي ليس بالجديد فقد قام هو وغيره من علماء الأمة الراسخين في العلم بالتحذير من الإرهاب ومن يتبناه من خوارج العصر، وتفنيد ما يروج له هؤلاء المتطرفون من عنف تحت راية الجهاد، وهو الموقف الذي يتسق مع الدور العالمي الذي تقوم به بلادنا في مكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من ذلك يخرج علينا أشباه العلماء والمشايخ لتأييد هذا الفكر والزج بشبابنا المتحمس للخير والدفاع عن معتقداته في حروب دفع المسلمون قبل غيرهم ثمنها عدة حروب طاحنة جلبت الخراب والدمار إلى بلدانهم بدعوى الحرب على الإرهاب. في 11 سبتمبر من العام 2001 قام تنظيم القاعدة بتنفيذ ما أسماها « غزوة منهاتن» وهي العملية الإرهابية التي استهدفت برجي التجارة في مدينة نيويورك وراح ضحيتها ما يقرب من ثلاثة آلاف قتيل. وبعد أقل من شهر من هذه العملية قامت الولاياتالمتحدة ب «غزو أفغانستان» لملاحقة عناصر التنظيم وزعيمه أسامة بن لادن للانتقام لقتلى 11 سبتمبر وهي الحرب التي لم تنته بعد. وفي مارس 2003 شنت إدارة الرئيس جورج بوش الابن حربا على العراق الذي اتهمته آنذاك بتمويل القاعدة وهو الاتهام الذي تراجع عنه بوش بنفسه بعد سقوط بغداد في 2004. والآن وبعد ما يزيد على 13 عاما من أحداث نيويورك كم من أبناء المسلمين قد قتل تحت ذريعة مكافحة الإرهاب؟ وكم من بلادٍ دمرت؟ ونهضة عُطلت؟ ويبقى السؤال الأهم: هل نجح هؤلاء فعلا في طرد «الصليبيين» - كما يسمونهم - من بلادنا أم أنهم ساهموا في تثبيت أقدامهم وجعل أراضينا ساحة لتصفية حساباتهم الإقليمية والدولية؟ وبعيدا عمّا يفعله الآخرون القادمون على ظهور دباباتهم، هل ترون ما يفعله تنظيم داعش بإخواننا في العراق وسورية على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم؟ كيف أساءت تلك الأفعال الجاهلية إلى ديننا الذي يدعو إلى التسامح والسلام بين الشعوب، وخلّفت القطيعة بين أبناء الوطن، والمصير الواحد؟ تنحر الرؤوس وأكثرها من أبناء المسلمين ثم يقال لنا هذا جهاد، تسبى النساء العفيفات ويبعن كالجواري، ويهجّر إخواننا المسيحيون من بيوتهم وأراضيهم بحجة تطبيق الشريعة وإقامة دولة الخلافة !! أي دولة تلك وأي دين هذا؟ في الأخير.. رسالة إلى الدواعش المتخفين بيننا: والله لن نقبل كمواطنين وقبل ذلك كمسلمين وبشر بوجودكم في مجتمعاتنا وسنقف حكومة وشعبا أمام أفكاركم وأعمالكم التي أريد لها أن تزعزع أمننا واستقرارنا، فلستم منّا ولسنا منكم ونحن منكم براء إلى يوم الدين.