هل بالإمكان أن نتحدث بصراحة؟هل بالإمكان أن نبتعد عن المفردات الضبابية ونتكلم بوضوح؟هل بالإمكان أن نواجه واقعنا كما يجب، ووطننا كما يجب، ومستقبلنا كما يجب؟هل بالإمكان أن ننزع الأقنعة والأصباغ ونكف عن المواربة والتمييع؟حسنا.. سيرغي ويزبد كثيرون من هذه الكلمات، وسوف يطلق الأتباع والمريدون من جماعة «على عماها» أفخر ما لديهم من قاموس الشتائم فور أن تصلهم الإشارة من غرفة القيادة المحلية، ولكن لا يهم لأن هذا طبعهم الذي لن يتغير.لقد أقالت روتانا طارق السويدان، وروتانا مجموعة إعلامية محسوبة بشكل أو بآخر على المملكة، وقناة الرسالة متخصصة في الخطاب الديني، ولكن هل بإقالة طارق السويدان سيتعظ أحد من كتيبة الإخوان لدينا، أو بشكل أوضح ألا يوجد لدينا من هو أهم وأبلغ تأثيرا وأشد خطرا منه، وما زال يتصدر منابر الإعلام والإرشاد والوعظ والمناصحة في وسائل إعلامنا ومؤسساتنا الرسمية والخاصة، ومازال يمارس تنفيذ الأجندة الإخوانية بدهاء واحتراف، لكنه محاط بهالة كبيرة من الحصانة والمجاملة الاجتماعية؟السويدان على الأقل أعلنها صريحة، لكن الأخطر منه أولئك الذين يستمتعون بكل الاطمئنان وهم يقومون بأكبر دور لوجستي وحركي في بسط المخطط الإخواني على امتداد خارطة وطننا الذي لا يعترفون به، والذي لا بد من تحطيمه كأوثان المشركين. علينا عدم التهرب من الاعتراف بأن لدينا معسكر إخواني دون أن يحتاج الأمر إلى اعتراف أحد منهم، أو إعلان إخوانيته جهرا كما فعل السويدان. إنهم ينتشرون ويسجلون حضورهم بشكل واضح وصريح حتى وإن كانت نبرته قد انحسرت قليلا بعد تنظيف مصر من وباء رابعة والنهضة، وليس مستبعدا أنه في ذروة ونشوة الحكم الإخواني في مصر قد تم تعيين ولاة الدولة الإخوانية في الأقطار الإسلامية، كما حاولت إدارة المقطم إزالة آلاف السنين من تأريخ مصر.الأمر ليس استعداء أو تحريضا، فمن حق كل أحد أن يعتنق ما شاء من فكر، ولكن ليس من حقه أن يخطط لإزالة وطن من الوجود بمزيل الفكر الإخواني الذي يعتبر الأوطان بدعة تجب إزالتها. ولذلك لابد من القول إنه لم يعد هناك وقت للتسامح وغض الطرف عن خطر أسس نفسه منذ عشرات السنين، ويتحين الفرصة الآن للانقضاض. لقد عاثوا في كل مفاصل المجتمع، وسوف ينهشون هذا الوطن فور أن تحين لهم فرصة يعتقدونها مواتية، ولو تم تفتيش أدراجهم المغلقة لأمكن كشف الكثير من مخططاتهم التدميرية. نقلا عن عكاظ