اليوم الذي يمر بدون ضحك يعتبر يوم ضائع , فالضحك مباح لكن كثيرة مذموم . والضحك والابتسامة و رؤيتها على محيا وجوه الناس تزيد الدنيا ابتهاج , وتبادل الطرائف و النكت و أضحاك من يستمع لك شيء جميل . لكن ليس كل النكت و الطرائف بريئة فهنالك نكت الهدف منها نشر أفكار و تغيير مفاهيم و أخلاق , و هنالك نكتة تؤلف للاستهزاء بالدين و نكتة تؤلف للضحك فقط , و هذا ما يميت القلب أي يدخل في قلبك الغفلة و من جعل يومه فقط للضحك ضاعت عنه أمور دينه و دنياه , و تبادل الطرائف و السخرية لن تكون إيجابية إلا بالمعقول . ليس الأنسان بمعصوم فأحيانا بعض الاستهزاء يشوبه الحقد و القهر , و ليس كل ما يعطى يؤكل , فتحدث الضغينة مع من تكن لهم المودة و من بينها تتولد الشرارة بسبب سخرية لم تحسب لها , و كان يقول الحسين بن عبدالرحمن : كان يقال (المزاح مسلبه للبهاء مقطعة للصداقة ). و في حياتنا اليومية الفرد المشاهد لن يهتم بدقة محتوى المادة و ما هدفها أو حتى المستمع , فنحن نشعر كثيرا نفكر قليلا , فإذا كانت تضحكه ألتقطها و أن لم تضحكه تجنبها و مع الأيام و مع ترديد تلك الفكاهة المضحكة يبدأ تفسيرها و الحكم عليها و في النهاية أما الانصياع لها أو تركها فليس كل ما يقال يسمع و ليس كل ما يسمع يقال , و لكن بعض الافراط في السخرية تجلب لك الاحتقار . الأنسان في الأصل خلق جادا لم يخلق فقط للعبث و اللعب بل خلق الانسان لأداء واجب و في الغالب المزاح الكثير يخرج الأنسان عن الواجب , لكن أحيانا نلجئ الى النكت لتلطيف الأجواء فالقلب يمل كما تمل الأبدان و أحيانا لإنقاذنا من موقفا ما . ختاما أنظروا الي الصحابة رضى الله عنهم في مزاحهم و تبادل طرائفهم فكانوا يتمازحون مع النبي صلى الله عليه و سلم و يتبادلون الطرائف بما هو مباح و عند الحقائق كانوا كالرجال .