اشتهر ابن (الجوزي) بالأجوبة اللطيفة والمسكتة فضلا عن البديهة. منها أنه وقع نزاع بين السنّة والشيعة ببغداد في المفاضلة بين أبي بكر وعلي، فرضي الكل بما يجيب به الشيخ أبو الفرج بن الجوزي، فسألوه وهو في مجلس وعظه عن ذلك، فقال: أفضلهما بعد رسول الله من كانت ابنته تحته، ثم نزل في الحال وذهب لئلا يعاودوه في ذلك. فقال أهل السنة هو أبو بكر لأن ابنته عائشة كانت تحت النبي، وقالت الشيعة هو علي لأن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تحته! فهل لنا في هذا الزمان (الأغبر) رجل كابن الجوزي ليحل لنا الإشكالات السخيفة عند بعض أصحاب صغار العقول من أهل السنة وأهل الشيعة؟! وكل واحد منهم ود لو أنه أكل لحم أخيه ميتا، فأي (نتانة) أكثر من ذلك؟! أقسم لكم بالله أنني بعد أن كتبت هذه الجملة الأخيرة قررت أن أمتنع عن الطعام والشراب لمدة 24 ساعة كاملة، وذلك من شدة القرف، فهل أنا معذور؟! * * * وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما قرأت حادثة خيالية وتهكمية كتبها (ابن النديم) عام 1881، وجاء فيها: أن رجلا يقال له (معيط) ذهب إلى الميناء ليستقبل ابنه (زعيط) بعد عودته واستكمال دراسته في أوروبا، فهرع الوالد باحتضان ابنه الذي اشمأز من هذا التصرف فقال: سبحان الله عندكم يا مسلمين في مسألة الحضن القبيحة هذه؟! فقال له معيط: أمال يا ابني نسلم على بعض أزاي؟! زعيط: قول بون أريفي bonne arrive، وحط إيدك في إيدي مرة واحدة وخلاص. معيط: لهو يا بني أنا باقول: أنا مش ريفي. زعيط: مش ريفي يا شيخ، أنتم يا أبناء العرب زي البهائم. معيط: الله يسترك يا زعيط والله جاخيرك!! يا ابني روح فوت. فلما وصل به الكفر (القرية) قامت أمه، وعملت له طاجنا مملوءا لحما وبصلا، فلما رآه قال لها: زعيط: كترتي من ال.. معيط: من ال إيه يا زعيط. زعيط: من البتاع اللي اسمه إيه. معيط: اسمه إيه يابني؟.. الفلفل؟! زعيط: نو نو، ال.. البتاع اللي ينزرع. معيط: الغلة يا ابني؟! زعيط: نو نو، دي اللي يبقى له رأس في الأرض. معيط: والله يا بني ما فيه ريحة التوم. زعيط: البتاع اللي يدمع العينين اسمه أونيون. معيط: والله يا بني ما فيه أونيون ولا... دا لحم ببصل. زعيط: سي سي بصل. أي (هذا بصل) معيط: يا زعيط يا بني نسيت البصل وأنت كان أكلك كله منه؟! [email protected] نقلا عن الشرق الاوسط السعودية