يبدو أن بعض القراء ما إن تذكر الحرية والتعددية في مقالك، إلا وينهالون عليك بسؤالين لا ثالث لهما، فهناك من يسأل: هل يعني هذا نقبل بالإباحية والفساد الأخلاقي؟. فيما السؤال الآخر يأتي هكذا: هل يعني هذا أن نسمح للآخر بأن يبعدنا عن ديننا وثوابته، وأن نعطي الآخر الحق بأن يسبوا رموزنا؟. للأسف هؤلاء البعض حاملو السؤالين ليسوا قلة، فهناك من اشتغل عليهم منذ الصغر، وأقنعهم بأن الحرية هي دعوة للإباحية، أو السماح بمهاجمة المعتقدات، وأن عليهم الكفر بالحرية، وأن يدخلوا طائعين مع الجماعة ليقودهم شيخهم الذي سيفكر عنهم، وأن خروجهم من مظلة الجماعة بدعوى الحرية يعني ذهابهم للنار. إن الحرية لا دخل لها بالإباحية، فالإباحية ليست إباحة الجنس فقط كما يحاول البعض حصرها في نطاق واحد، بل هي أي الإباحية مرتبطة أيضا بإباحة السرقة والتزوير. وهذه الإباحية ستوصل المجتمع إلى الهمجية، وأن تشتم من لا يعجبك، وتقتل من يختلف معك في التفسير بتهمة الكفر، وأن تبيح لنفسك سفك الدماء، وكل هذا لا علاقة له بالحرية. فالحرية هي أن تكون مسؤولا عن تصرفاتك أمام القانون حين تعتدي على الآخر بأن تستبيح لنفسك جسده أو ماله، مسؤولا عن عدوانيتك وعنفك الجسدي أو اللفظي ضد الآخر بغض النظر من هو هذا الآخر. هي كذلك أي الحرية أن تكون حرا في قناعاتك وألا يؤذيك أحد بسبب قناعاتك، وألا يحاكمك أحد على قناعاتك ، لأن حساب الإنسان على قناعاته ليس بيد إنسان آخر. لهذا أتمنى ألا يربط بعض القراء مصطلح الحرية بالإباحية وحرية السب، فالحرية هي أن تتحمل مسؤولية أفعالك لا أن تحملها للشيطان، أتمنى أيضا أن تتحرك هيئة حقوق الإنسان في السعودية في هذا المجال، وأن تحاول إقناع وزارة التربية والتعليم بأن تدخل ما الذي يعنيه مصطلح «الحرية»، حتى لا يحدث هذا الخلط بين الحرية والإباحية والعدوانية / السب، حتى لا يخرج الطالب من التعليم ولديه ريبة كبيرة في «الحرية» وأنها ستؤدي به إلى النار. نقلا عن عكاظ