أقام اتحاد الكتاب والادباء الأردنيين حفل اشهار كتاب "الخيل والسراب" للقاص حسين ابونبعة بحضور جمع غفير من المهتمين والمثقفين، وقد أدار الاحتفال محمود رحال وقدم قراءة نقدية للكتاب الناقد علي القيسي ، وتتضمن المجموعة القصصية خمسون قصة قصيرة وقصيرة جدا ،وقد تناول القاص ابونبعه عددا من القصص ، أسئلة حيرى ، الزيارة، الغزال والتمساح، وقد قدم علي القيسي قراءة نقدية شاملة لقصص المجموعة ، حيث أشاد بالمستوى المتميز لهذه القصص، التي تعالج الكثير من القضايا الاجتماعية والانسانية ، والتي تتحدث عن الاحباط بشكل عام في قصة (أسئلة حيرى)، وفي قصة الحقبة البقرية تتحدث عن فائدة العمل بروح الفريق والوحدة والتضامن والتآخي بين الناس، وعن قصة الرداء الاسود تتحدث عن إمراة مات زوجها وحزنت عليه حزنا شديدا ولكن المفاجأة انها ندمت على حزنها عليه بعد ان كشفت اوراقا تركه في مكتبه وكان يكتب خواطر تثبت انه كان يكره زوجته وكان يعيش معها على مضض،( عندما يتزوج أحدنا إمرأة لها صفات كالتي لدى زوجتي فهو مغامر من نوع الكاميكازي الياباني يركب منطادا نحو المجهول ويتجه نحو الهاوية ،) وفي قصة ( نخيل وسرادق) تتحدث عن رجل أسمه فؤاد كان قد بنى على بيته القديم طابق ثان ،من أجل احتضان اولاده جميعا،واهتم بحديقة البيت الارضية احاطها بالنخيل والاضواء وجعل منها بقعة خضراء تأخد الالباب ،ولكن الفرحة لم تتم في بيت الحاج فؤاد حيث توفي الرجل قبل ان يسكن البيت الجديد،!؟ ويجول علي القيسي في قراءة القصص، حيث علق على عنوان الكتاب ، فالعنوان خارج قصص المجموعة ، وهو جملة اسمية الخيل والسراب والعتبة الاولى في الكتاب، ثم قصة الزيارة ،وهي تتحدث عن زوجة تزور زوجها المريض في احد المستشفيات ولكنها بعد ان تدخل غرفة زوجها تبدأ بالتحديق في تلفونها الخلوي تستعرض ماستجد من صور ومنشورات و رسائل فيما الزوج ايضا يحدق في شاشة التلفار المثبتة في جدار الغرفة وهذا يدلل على ان هذه الاجهزة اللكترونية قد أثرت على العلاقات الاجتماعية والاسرية وجعلت الاجواء العائلة فاترة معزولة الكل مشغول بتلفونه ومنعزل عن الآخرين، وفي سياق القراءة النقدية تحدث القيسي عن الفنية والشخوص والاحداث والبناء في المجموعة واشاد بنجاح القاص ابو نبعة باستعمال ادواته الفنية القصصية بشكل جيد، حيث كان مضمون القصص يتحدث عن القيم الانسانية والمثل العليا والعلاقات الاجتماعية والبعد السياسي في القصص جاء من خلال الرمزية خاصة في قصص تضامن اذ تتحدث القصة عن القضية الفلسطينية التي باتت من القضايا العالمية المعقدة بسبب الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، بقي القول ان القصص عالية الفنية والسرد متقدم في نقل الوقائع والاحداث باستخدام الفاظ متينة ولغة ثرية والبناء القصصي متلاحم ومترابط ويشكل وحدة فنية كاملة.