صدر كتاب «البناء داخل جدران قديمة.. دراسة في فن عبدالله الناصر القصصي»، من تأليف أ.عبدالله الماجد, قدم فيه الكاتب دراسة للفن القصصي عند أ.عبدالله الناصر متبعاً «المذهب الانطباعي التأثري» الذي اعتقد النقاد قديماً وحديثاً أنه الأساس المناسب والسليم لدراسة الأعمال الإبداعية وعلى رأسهم شيخ النقاد د.محمد مندور، وذلك لعدم إدراك القيم الجمالية في الأدب بأي تحليل موضوعي آخر والابتعاد عن النزعة القطعية في النقد، وقد اختار المؤلف لدراسة مجموعات الناصر الأربعة وهي «أشباح السراب، وحصار الثلج.. حصار الصحراء، والبناء داخل جدران قديمة، والشجرة»، فتناول قصصها بالنقد والتحليل الفني بما لا يقنن حدود الإبداع في كل منها. بدأت محتويات الكتاب بكلمات راقية عن المذهب الانطباعي التأثري، ثم جاء الكتاب في قسمين؛ الأول تحدث عن المجموعات بدأها بأشباح السراب.. بكائية على أطلال الزمن الجميل، ثم حصار الثلج.. حصار الصحراء.. تخليق اللغة ولغة الإبداع، ثم البناء داخل جدران قديمة قراءة لمجموعة سيرة نعل، ثم الشجرة.. عودة إلى أحاديث القرى، وجاء القسم الثاني بنصوص مختارة ومنتقاة بعناية من هذه المجموعات القصصية، وجاءت على النحو التالي: من مجموعة أشباح السراب: جاء بقصص الإيغال في ارتياد الأمكنة، وأشباح السراب، وبيت العائلة، ومحيميد، ثم أورد من مجموعة حصار الثلج.. حصار الصحراء: الاستغاثة، وأمطار العطش، ثم جاءت قصص قرية «القرقر»، ورفوف، والقطة من مجموعة سيرة نعل، أما في المجموعة الأخيرة بعنوان الشجرة فقد جاءت قصص داوود، وينبوع النور، والشجرة وهي القصة التي ترجمت إلى الإنجليزية، ونشرت في إحدى الصحف الثقافية الصادرة في أمريكا كنموذج من نماذج القصة العربية القصيرة. الكتاب ممتع في قراءته، تبحر فيه بعوالم مختلفة من الإبداع تستطيع من خلاله التعرف على الأديب والقاص عبدالله الناصر وتتعرف على أسلوبه القصصي في نقل لك إبداعه كأديب عاش في عوالم الفن والإبداع، فيظهر لك ما بين السطور بإنصاف يحسب للمؤلف، ولقد جاء الكتاب في طباعة جيدة وإخراج فني جميل وبأسلوب سلس، وسهولة في العرض ليعيش القارئ بوجدانه معه ومع قصصه، وهو موقن بأنه سوف يخرج بالإمتاع والفائدة معاً.