صعّدت القوات السورية قصف مناطق وادي بردى بعد فشل جولة اولى من المفاوضات بين ضابط روسي ووجهاء المنطقة لتحييد مياه عين الفيجة عن المعارك الدائرة في المنطقة الممتدة بين دمشق وحدود لبنان، في وقت قتل عدد من عناصر القوات النظامية في تفجير سيارة بين دمشق والجولان المحتل. وأجرى علي شمخاني رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني منسق العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران ودمشق محادثات مع الرئيس بشار الأسد الذي نقل نائب فرنسي قوله انه «مستعد للتفاوض مع فصائل مقاتلة في مفاوضات آستانة قبل نهاية الشهر الجاري». واقتربت قوات كردية وعربية من سد الفرات الإستراتيجي الذي يسيطر عليه «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح الأحد، على مناطق في قريتي عين الفيجة وبسيمة بمنطقة الوادي، ارتفع الى 13 وسط قصف القوات النظامية مناطق في وادي بردى وجرودها» وذلك بعد فشل جولة من المفاوضات ل «هدنة المياه» في نبع الفيجة الذي يغذي العاصمة بمياه الشرب. وكان «المرصد» افاد بأن ورش الإصلاح وصلت إلى مناطق سيطرة القوات النظامية في وادي بردى، وتنتظر تأمين دخولها إلى المنطقة وعين الفيجة، للمباشرة بعملية تقويم الأضرار وإصلاحها. وأشار الى أن «مشروع الاتفاق في وادي بردى يقضي بتحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال». في المقابل، افادت صفحة «هيئة الإعلام في وادي بردى» المعارضة أمس بأن وفداً محلياً من أبناء المنطقة «ذهب الى حاجز رأس العامود الذي يوجد عنده ضابط روسي مكلف حل الوضع في المنطقة ومتابعته». وحمّل الضابط الوفد رسالة مفادها: «يُرفع العلم السوري فوق منشأة نبع عين الفيجة وتدخل الورشات لإصلاح النبع وبعدها يتم التفاوض تدريجاً وتنفيذ البنود وعلى رأسها إعادة أهالي قريتي إفرة وهريرة الى قراهم». وحمل الوفد الرسالة واجتمع مع أهل الحل والربط في قريتي عين الفيجة وبسيمة وقوبلت طلبات الضابط الروسي بالرفض القطعي». وتابعت «الهيئة»: أن «الوفد عاد وأخبر الضابط الروسي رد الأهالي والثوار وممثلي الهيئات المدنية. حينها استشاط الضابط غضباً وأخبر الوفد حرفياً برسالة أخرى أقسى ومفادها: «تدخل الورشات لإصلاح نبع الفيجة ومعها كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري (في القوات النظامية السورية) بسلاحهم الفردي ومهمة الكتيبة تأمين الحماية للورشات وفي حال رفض أهل الحل والربط هذا الطرح فإن الطيران الروسي سيجعل قريتي بسيمة وعين الفيجة أرضاً مستوية». وذكر «المرصد» ان «اربعة اشخاص بينهم عناصر من القوات النظامية قتلوا بتفجير بآلية مفخخة استهدفت منطقة في بلدة سعسع قرب نقطة لقوات النظام، بالريف الغربي لدمشق» وبثت «فتح الشام» (جبهة النصرة) صوراً للتفجير وتبنت العملية. وعلى صعيد المعارك ضد «داعش»، افاد «المرصد» امس بتحقيق فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي تقدماً اضافياً غرب الباب وسط أنباء عن «حرب شوارع» مع تنظيم «داعش» في المدينة معقل التنظيم بين حلب وتركيا، في وقت اقتربت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية من سد الفرات الإستراتيجي بعد سيطرتها اول من امس على قلعة جعبر التاريخية في بحيرة الفرات. الى ذلك، افادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) امس بأن الأسد «اعتبر خلال لقائه شمخاني أن تحرير مدينة حلب من قبضة الإرهابيين يشكل محطة مهمة نحو الانتصار في الحرب المفروضة على سورية إلا أن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة». وأشارت الى ان شمخاني التقى ايضاً اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني و «ناقشا التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين بخاصة في مجال الحرب ضد التنظيمات الإرهابية». وكان الأسد أعلن خلال لقاء استمر اكثر من ساعة مع ثلاثة نواب فرنسيين أنه «يعوّل كثيراً» على مفاوضات آستانة وأنه «مستعد للحوار» مع 91 فصيلاً معارضاً.