قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم "نعتزم توسيع صداقاتنا في الداخل والخارج، ولقد بدأنا في فعل ذلك خارجياً، حيث أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سوريا أيضاً". جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الحكومة التركية، خلال الاجتماع الموسع ال110 لرؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الذي عُقد في المقر العام للحزب في العاصمة أنقرة، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2016 . وتابع يلدريم "لابد من إرساء الاستقرار في سوريا والعراق، وأن تكون فيهما إدارة سياسية قوية، يمثل فيها جميع أخوتنا هناك، وهذا لا مفر منه، حتى يتسنى لنا النجاح في مكافحة الإرهاب".
ولفت أن "الشعب التركي والإنسانية جمعاء تنتظر من الدول الفاعلة في المنطقة، وقوات التحالف، وشركاء تركيا الاستراتيجيين، إعادة تقييم الوضع في سوريا، وتنحية التنافس على المنطقة جانباً في أقرب فرصة، وعدم غض الطرف، عن إبادة الإنسانية فيها". وأضاف مخاطباً الجهات المذكورة "إذا كنتم تشكون اليوم من الإرهاب الذي أصبح كابوساً للجميع، فإن وراء ذلك حالة عدم الاستقرار في هذه البلدان". وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالةً إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في 27 حزيران /يونيو الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل. وفي اليوم التالي جرى اتصالٌ هاتفي بين الزعيمين، اتفقا فيه على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وأوعز بوتين إلى حكومته برفع القيود المفروضة على التجارة والمنتجات التركية والرحلات الجوية. وفي نفس اليوم أعلن الطرفان الإسرائيلي والتركي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال يلدريم، وقتها، إنَّ تل أبيب، نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة "مافي مرمره" التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشطٌ عاشر لاحقاً، متأثراً بجراحه. جدلٌ معيب وحول الجدل الدائر بخصوص مبادرة منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، انتقد يلدريم زعماء المعارضة، كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، ودولت باهجة لي، رئيس حزب الحركة القومية، وصلاح الدين دميرطاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، لتبنيهم خطاباً موحداً خلال الأيام الماضية ضد المبادرة، مؤكداً أن ذلك "غير مقبول". ووصف يلدريم الجدل الحاصل في تركيا مؤخراً بخصوص اللاجئين السوريين الذين يعيشون مأساة أنسانية كبيرة ب"المعيب"، مضيفاً "ذلك لا يليق بماضي تركيا". وتابع قائلاً "التعابير والاتهامات الظالمة الموجهة للذين (اللاجئين السوريين)، يبحثون عن مأوى آمن لهم، بعد أن فقدوا أوطانهم ، وبيوتهم، وفروا من الموت نحو أناس شرفاء، لا توجد في مورثات الشعب التركي ولا في تقاليده"، مؤكداً أن "تقديم الأتراك يد العون لكل من يمرون بأوقات عصيبة، وعلى رأسهم السوريون، نابعٌ من إيمانهم وحسّهم الإنساني". وأشار أن منح الجنسية لهم "يعني إضافة قيمة للقوى العاملة في البلاد"، مبيناً أن بلاده مستعدة لمنح الجنسية التركية ليس للسوريين فقط، بل لكل من سيُساهم في تنمية تركيا من الناحية الاقتصادية والفكرية، نحن بصدد إصدار قانون بهذا الشأن". وأردف يلدريم، أن "منح الجنسية له قواعده، ومعاييره، وشروطه، وأنه سيتم منح الجنسية لكل من يستوفي تلك المعايير والشروط"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "المتورطين في ارتكاب الجرائم، والإرهاب، والذين سبق أن قاموا بإجراءات غير قانونية لن تُمنح لهم الجنسية أبداً". ومطلع الشهر الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجود سوريين يرغبون بالحصول على الجنسية التركية، مبينّاً أن وزارة الداخلية اتخذت خطوات من شأنها تسهيل ذلك، وقال "سنعمل على إتاحة إمكانية حصولهم على الجنسية، من خلال مكتبٍ أسّسته وزارة الداخلية لهذا الغرض".