اقامت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر بالتعاون مع تاكيدا اليابانية جلسة اعلامية توعوية حول رفع مستوى التوعية الطبية لدى المختصين والاطباء في السعودية ومنطقة الخليج، حيث دعت خلالها إلى ضرورة الأخذ بآخر الإبتكارات الحديثة التي يوفرها العلم الحديث لمواجهة مرض الانسداد الرئوي المزمن. الذي يتسبب في وفاة (250) شخص كل ساعة حول العالم، ويعتبر خامس الأمراض المسببة للوفاة على الصعيد الدولي، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن مرض الانسداد الرئوي المزمن سوف يتعرض له أكثر من (210) مليون شخص خلال الأعوام القادمه وسيصبح السبب الثالث للوفاة عالمياً مع حلول العام 2030. وقد تخللت الجلسة العديد من النقاشات حول مسببات مرض الإنسداد الرئوي المزمن الذي يشكل عبئاً كبيراً على مقدمي الخدمات الصحية حول العالم، حيث حذر فيها البروفيسور محمد بن صالح الحجاج رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر واستشاري الجهاز التنفسي بجامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد الجامعي , بعدم التهاون أمام مرض الانسداد الرئوي المزمن حيث لقى ما يقارب ال 3 ملايين شخص حتفهم في عام 2005م بسبب اصابتهم بهذا المرض، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد بما نسبته 30% خلال العشر سنوات وذلك في حالة عدم اتخاذ الاجراءات العاجلة للحد من العوامل الخطرة المسببة له. التي يعد اهمها التدخين المباشر أو التدخين السلبي وكذلك تلوث الهواء داخل المباني (الناجم عن استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي والتدفئة)؛ بالاضافة الى تلوث الهواء في البيئة الطبيعة من المصانع أو عوادم السيارات والغبار والمواد الكيميائية (الأبخرة والمواد المهيجة والأدخنة). كما تحدث البروفيسور الحجاج عن دراسة أجريت مؤخراً حول هذا المرض تشمل منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، وأطلق عليها اسم "دراسة التنفس، أثبتت فيها الاحصاءات أن 2,4% من سكان المملكة مصابون بالانسداد الرئوي، وتشكل هذه النسبة كلا الجنسين بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، حيث وصلت نسبة إصابة الذكور الى 3,5%، بينما عدد الإناث المصابات ما يقارب 1%. وفي ذات السياق، ناقشت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أخر التطورات الدوائية والعلاجية، والخيارات المبتكرة التي من شأنها أن تحسّن نوعية حياة المرضى، حيث تم الحديث عن علاج الروفلوميلاست (Roflumilast) الجديد الذي ابتكرته "تاكيدا اليابانية"، والذي يعد العلاج الوحيد الذي يمكن تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يومياً جنباً إلى جنب مع الرذاذ الموسع للشعب الهوائية في الرئة، مما يسهّل على المريض طريقة تناول العلاج، مما يقلل التكلفة الفعلية للرعاية الصحية التي تنفقها الدولة في معالجة هذا النوع من الامراض المزمنة في المستشفيات والمشاكل الصحية المصاحبة له. وفي سياق متصل، اوضح البروفيسور الحجاج انه لا يزال مرض الانسداد الرئوي المزمن يقع في منطقة الامراض التي لم يتم تلبية الاحتياجات الطبية الخاصة بها حول العالم، ولا تزال الابحاث حول هذا المرض مستمرة ليومنا هذا. كما ان هناك كثير من الناس يعانون من هذا المرض لا يزالون يقبعون في هذه المنطقة ولا يزال مرضهم يتطور يوما بعد يوم باتجاه سلبي ليواجهوا مصير الموت في نهاية المطاف. وفي ختام الجلسة، نصح البروفيسور الحجاج المرضى المصابون بهذا المرض بالتوقف الفوري عن التدخين، والاهتمام بأوزانهم عبر تناول الطعام باتباع نظام غذائي متوازن. والانضمام الى دورات متخصصة لإعادة التأهيل الرئوي الذي يعتبرمن الحلول التي تحسن نوعية الحياة والصحة العامة، الى جانب ذلك يعتبر الدعم المقدم من العائلة والأصدقاء ذات اهمية كبيرة للتخفيف من القلق والاكتئاب التي يمكن أن يصاب بها المريض.