بدد الحزم الذي أظهرته السلطات الأمنية السعودية تجاه حملة 26 أكتوبر الداعية إلى قيادة المرأة السيارة الآمال التي سبقته لإقرار نظام يجيز قيادة المرأة السيارة، بيد أن الانتشار الأمني بالتزامن مع ساعة الصفر لإطلاق الحملة كان مكثفاً، ما دفع سيدات للتوجه إلى الأحياء الأقل كثافة في المدن الكبيرة لقيادة مركباتهن تضامناً مع الحملة وتصوير أنفسهن وقت القيادة. وأبلغت السلطات الرسمية الزميلة «الحياة» أنه تم تحرير 14 مخالفة لسيدات قدن سياراتهن أمس في الرياض والدمام وجدة وينبع، وأبلغ المتحدث الرسمي باسم شرطة الرياض العقيد فواز الميمان ل الزميلة «الحياة» أنه تم أمس إطلاق سراح 6 سيدات بسبب قيادتهن السيارات بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهن. فيما كشف المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي ل الزميلة «الحياة» أن عدداً مماثلاً من السيدات تم ضبطهن في أماكن متفرقة من المنطقة، لافتاً إلى عدم ارتباط الحالات المخالفة ببعضها البعض. وفي جدة أوضح المتحدث باسم الشرطة الملازم أول نواف البوق أنه تم ضبط سيدتين مخالفتين تبلغان من العمر 50 عاماً الأولى كانت برفقة سائقها والثانية كانت برفقة ابنها البالغ 14 عاماً. فيما حررت مخالفة لسيدة في ينبع الصناعية. وعلى رغم المخالفات ال13 التي تم تسجيلها في كل من الرياضوالشرقيةوجدة وينبع، إلا أن عدد السيدات اللواتي قدن سياراتهن تجاوباً مع حملة «26 أكتوبر» من دون ضبط لا يتجاوز عدد أصابع اليد. ورصدت الزميلة «الحياة» سيدات قمن بقيادة مركباتهن في شوارع رئيسة، فيما فضلت بعضهن الابتعاد عن المواجهة مع رجال الأمن ميدانياً، والاكتفاء بالتصعيد إلكترونياً، إذ تم إنشاء «هاشتاق» جديد بعنوان: «القيادة في 31 نوفمبر»، وهو تاريخ غير موجود فعلياً بل افتراضي فقط، إذ إن شهر نوفمبر حتى يوم 30 فقط، ويهدف إطلاقه بحسب مغردات إلى الإشارة إلى أن الحملة مستمرة، وأنه أطلق على سبيل «المزاح أو السخرية». وسبق موعد إطلاق الحملة انقسام حاد بين مؤيد ومعارض في الشارع السعودي، وكان إمام الحرم المكي الشيخ أسامة بن عبدالله خياط حذر من «رفع الشعارات التي تحوي مطالب تكون عاقبتها تهديد السلم الاجتماعي والروابط الأخوية بما تبذره من بذور الفتنة والشقاق وما تحدثه من فرقة ونزاع». فيما أيد عدد من الأكاديميات في بيان حظر المرأة من قيادة السيارة، مؤكدين أن هناك أموراً أكثر أهمية، ورفض مشايخ قيادة المرأة بحجة أنها ستفتح باب الغيرة عليها من الرجل، وبأنها ستعزز التحرشات وتزيد في فساد المجتمع. فيما تمسك المؤيدون بمطالبهم مؤكدين أن «قيادة المرأة حق لها»، وأكدت ناشطات احترامهن لقرارات وزارة الداخلية والالتزام بها، وأوضحن في تصريحات متطابقة أن الهدف من حملتهن، لم يكن الاصطدام بالأنظمة أو برجال الأمن، بل هو لتسجيل موقف «يؤكد حقوقهن»، وقالت إحدى الناشطات: «الحملة مفتوحة وستبقى غير مقيدة بتاريخ محدد». وكانت وزارة الداخلية أكدت ما ذكرته ناشطات عن تلقيهن مكالمات هاتفية من الوزارة تطالبهن بعدم الخروج للقيادة السبت، وعلى رغم التزام البعض، واصلت ناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خوضهن الحملة بشعار «القيادة اختيار وليس إجبار»، مؤكدين أنه «لا شيء سيثنينا عن نيل حقوقنا». _______________________________ حضور أمني.. وضبط 14 سيدة يقدن سياراتهن.. وإطلاق سراحهن :
أبلغ المتحدث الرسمي باسم شرطة الرياض العقيد فواز الميمان الزميلة «الحياة» بضبط السلطات الأمنية ست سيدات يقدن سياراتهن في الرياض أمس، موضحاً أنه تم اتخاذ الإجراءات النظامية في حقهن وأطلق سراحهن. وأوضح الميمان أن مراكز التفتيش في العاصمة الرياض استوقفت السيارات المظللة بالكامل للتأكد من جنس قائد المركبة تحسباً لأن يكون امرأة، ولم يستبعد أن تكون مقاطع الفيديو التي أظهرت سيدات يقدن سياراتهن في الرياض أمس (السبت) وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي تمت بالفعل باعتبارها حالات فردية. وكشفت جولة ميدانية ل الزميلة «الحياة» أمس في شوارع العاصمة الرياض عن مرور يوم حملة «26 أكتوبر» كغيره من بقية الأيام، بعد أن كان من المقرر أن تخرج المرأة السعودية تقود سيارتها لتنهي أعمالها الخاصة في محاولة لرفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية، ليأتي يوم أمس يوماً اعتيادياً معاكساً للتوقعات التي أدت إلى وجود الانتشار الأمني في شوارع الرياض الرئيسة، وأخرى تجوب الشوارع الفرعية تحسباً لما أشيع حول قيادة المرأة السيارة التي صرحت وزارة الداخلية أخيراً بمنعها. وكانت نقاط تفتيش استحدثت أمام برج المملكة في شارع العليا وسط الرياض وأخرى أمام مدارس المملكة شمالاً، وركزت في تفتيشها على المركبات المظللة للتأكد من عدم قيادة امرأة للمركبة، إلا أن الوجود الأمني لم يصل إلى الكثافة التي بلغها في ذكرى اليوم الوطني «21 سبتمبر» الشهر الماضي. من جهتهم، تناقل مؤيدون على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مقطعي فيديو يظهران سيدات يقدن سياراتهن ويزعمن أنهن يقدنها أمس، تأييداً منهن لرفع الحظر عن قيادة السعوديات السيارة، خصوصاً وأن السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر فيها القيادة على النساء، إلا أن ناشطات مؤيدات للمبادرة لم يبادرن إلى قيادة السيارة أمس (26 أكتوبر). كما نشطت «هاشتاقات» عدة منها المناهضة للمبادرة وأخرى مؤيدة لاستمرار المبادرة حتى رفع الحظر. من جانبها، أكدت ناشطة وداعمة للمبادرة (تحتفظ الزميلة «الحياة» باسمها) بدء مبادرة «31 نوفمبر» التي تأتي استكمالاً لمبادرة «26 أكتوبر» لرفع الحظر عن قيادة المرأة السيارة في السعودية، ولفتت إلى استمرار مبادرات مقبلة حتى يرفع الحظر. من جهته، أكد المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي ل الزميلة «الحياة» ضبط خمس سيدات أثناء قيادتهن مركبات بأماكن متفرقة في المنطقة. وقال المقدم الرقيطي إن السلطات الأمنية أفرجت عن السيدات الخمس بعد تطبيق الإجراءات النظامية اللازمة، مشيراً إلى أن الحالات المرصودة فردية وغير مرتبطة ببعض. فيما كشف المتحدث الأمني لشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام عن تحرير مخالفة بحق مواطنة قادت سيارتها في ينبع الصناعية.