أكد رئيس قسم الدراسات والأبحاث رئيس برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور جمال عبدالله باصهي، أن تعرض غير المدخن لدخان غيره لمدة نصف ساعة كافية لأن تحدث التهاباً في الشعب الهوائية لديه، وخللاً في الطبقة الداخلية المبطنة للشرايين التاجية للقلب. ولفت باصهي في تصريح إلى الزميلة «الحياة» إلى أن منظمة الصحة العالمية رفعت درجة الخطر من الأضرار التي يسببها استنشاق غير المدخن للغازات السامة التي تنبعث من المدخنين. مؤكداً أنه لا يوجد أي مستوى آمن لخطورة هذا التعرض. وقال إن الدراسات أكدت أن التعرض لدخان الآخرين يسبب أمراض القلب والرئة والسرطان، مشيراً إلى أنه على رغم رفع منظمة الصحة العالمية من درجة خطر التعرض للدخان، نجد أن الكثير من غير المدخنين ما زالوا يعانون من سلبية تجاه حماية أنفسهم من الأضرار التي يسببها دخان المدخنين من حولهم، وما زالوا يجاملون المدخنين في الاستمرار في التدخين حولهم. وأضاف: «مثلاً قد تجد مؤسسة حكومية أو غير حكومية نسبة غير المدخنين هم الأكثر، لكن ومع ذلك لم يستطيعوا فرض عدم التدخين في أمكان عملهم، على رغم أن جميع تشريعات الدولة ونتائج الدراسات والأبحاث الطبية تعطيهم الحق في المطالبة بأن تكون أماكن أعمالهم أماكن خالية تماماً من التدخين، وهناك من يجامل على حساب صحته ويترك المدخن يدخن حوله على المستوى الفردي، فمثلاً قد يأتي ضيف مدخن لزيارة زميله أو قريبة غير المدخن، وعندما يشرع الضيف في التدخين فإن المضيف لا يمنعه، ويتركه يلوث فناء بيته، ويضر أطفاله وأهله، وقد نستخدم المواصلات العامة، ونشاهد المدخنين، ولا يتحرك لنا ساكن، وقد نرى مدخناً في مستشفى أو مطار، ولا نطلب منه برفق التوقف عن التدخين، فإن رفض توجهنا إلى الجهات المسؤولة في هذه المرافق المهمة التي منعت فيها الدولة التدخين، وغيرها من هذه الأمثلة». وأكد أن مطالبة غير المدخن بحقه في أن يتوقف كل مدخن حوله ليس له فائدة فقط على غير المدخن بل على المدخن أيضاً، لأنه إذا أصبحنا جميعاً ننكر التدخين، ونطلب من المدخنين عدم التدخين حولنا، فسيصبح التدخين سلوكاً منبوذاً اجتماعياً، وبالتالي يجعل إخواننا المدخنين يفكرون في شكل جاد في الإقلاع عنه. لذا، فإن مطالبة الفتاة لخطيبها بأن يقلع عن التدخين كشرط أساسي لإتمام الخطوبة سلوك ممتاز، فالزوج المدخن يفسد صحته وصحة زوجته، ويزيد لديها احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي. وتابع: «قد يعترض المدخن، ويقول هذا حق من حقوقي أن أدخن في الوقت والمكان الذي أريده، وهذا غير صحيح، فلا يمكن أن يكون هناك حق لأي شخص في إلحاق الأذى بغيره، بل حتى ليس له الحق في إلحاق الأذى بنفسه، لأن المولى عز وجل قد استودع لدى كل إنسان أمانة المحافظة على نفسه وصحته، وأي تفريط في هذه الأمانة يحاسب عليها الإنسان».