يتسبب تدخين المرأة للسجائر أو الشيشة أو أي وسيلة أخرى تدخل عبرها مكونات التبغ المسرطنة للجسم الى احتمالية إصابتها بسرطان الثدي فعلاقة التدخين النشط (تعاطي الدخان) والسلبي (التعرض لأبخرة الدخان) متزايدة بالإصابة بهذا المرض وهو أكثر السرطانات شيوعًا عند النساء ، حيث بلغت عدد حالات الوفاة في العالم لعام 2007م 548000 حالة. تفاصيل اخرى هامة نعرفها فى التحقيق التالي ... يعتبر السرطان من أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.9 مليون نسمة في عام 2007؛ حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، ومن المتوقّع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، فالتقديرات تشير إلى أنّها ستبلغ 12 مليون حالة في عام 2030. وتعتبر السرطانات التي تصيب الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم وفيات السرطان التي تحدث كل عام؛ وحسب الدراسات العلمية فإنه بالإمكان الوقاية من عدد كثير من حالات السرطان وذلك بتجنب العوامل المسببة والمساعدة لحدوث هذا المرض. ويعتبر التبغ بكافة أنواعه ووسائله من أهم هذه العوامل على الإطلاق، حيث يأتي في مقدمة العوامل المسببة لأمراض السرطان. وتشير الدراسات العلمية الى علاقة التدخين النشط بسرطان الثدي حيث أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات المدخنات تزيد نحو 30 في المئة عن نسبة الإصابة بين السيدات اللاتي لم يدخنّ مطلقًا، وبعد انقطاع الطمث وعندما تنخفض مستويات الأستروجين، فإن السيدة المدخنة حاليًا أو لفترة طويلة والتي بدأت التدخين قبل سن 25 عامًا يكون لديها 30 إلى40 في المئة زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي وإذا دخنت السيدة بعد انقطاع الطمث وكانت تدخن لمدة 20 سنة أو أكثر واستخدمت علاجًا هرمونيًا تعويضيًا يرفع مستويات الأستروجين (قد تستخدمه لعلاج هشاشة العظام مثلا) فإن خطر إصابتها بسرطان الثدي يكون 50 في المئة ، وفي دراسة سويدية وجد أن نوع السرطان الذي لا يحتوي على مستقبلات هرمونية والذي يكون عنيفًا وأصعب في علاجه وجد أنه أكثر حدوثًا مع المدخنات الحاليات. وفى دراسة أخرى تم عملها بواسطة باحثين في جامعة كاليفورنيا وجدت أن تدخين السجائر كان مرتبطًا بانتشار سرطان الثدي للرئتين. وهؤلاء المرضى أيضًا يكون لديهم معدلات وفيات مرتفعة. السيدة المدخنة حاليًا أو لفترة طويلة والتي بدأت التدخين قبل سن 25 عامًا يكون لديها 30 إلى 40 في المئة زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي وإذا دخنت السيدة بعد انقطاع الطمث وكانت تدخن لمدة 20 سنة فإن خطر إصابتها بسرطان الثدي يكون 50 في المئة. وأظهرت دراسة تم عملها ببحث على السرطان أن النيتروزامين الموجود في السجائر خاصة يمكن أن يسبب طفرة جينية في أنسجة الثدي في السيدات المدخنات والمدخنات السلبيات. أما الفتيات المدخنات في سن المراهقة يزدن من خطر إصابتهن بسرطان الثدي؛ ذلك لأن في مرحلة المراهقة تكون أنسجة الثدي لا تزال تنمو وهذا يجعلها أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي نتيجة للكيماويات الموجودة في الدخان. والنساء المدخنات في عمر ما قبل سن اليأس يكنّ أكثر عرضة لسرطان الثدي؛ وذلك لأن مستويات الأستروجين قبل سن اليأس مرتفعة، وهذا يعني أن التأثير المضاد للتدخين على الأستروجين المهم بعد سن اليأس يكون ليس له تأثير في هذه الفتيات. ووجد العلماء أن سوائل أنابيب الثدي (breast ducts) لدى المرأة المدخنة تحتوي على كميات عالية من المواد الكيميائية الموجودة في التبغ. ووجدت إحدى الدراسات أن استمرار النساء في التدخين بعد إصابتهن بسرطان الثدي يقلل من سنوات الحياة، كما يزيد من نسبة انتشار السرطان وخاصة إلى الرئتين. ومن المعروف أن الرضاعة الطبيعية تساعد في الحماية من سرطان الثدي، لكن ربما يؤدي التعرض لدخان التبغ إلى تبديد ذلك التأثير.
زوجات المدخنين الأكثر عرضة للإصابة أظهرت الدراسات الميدانية التي أجرتها منظمات الصحة العامة في أوتاوا وكندا وأونتاريو أن التدخين السلبي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل سن اليأس ب14 إلى 119 في المئة، معتمدًا على كمية التعرض للدخان. لذلك فإن زوجات المدخنين هنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي نظرا إلى تعرضهنّ المتواصل لأبخرة الدخان الصاعدة من أفواه أزواجهنّ، كما أن تعرضها للتدخين في بيئة العمل يعرضها لهذا الخطر أيضًا. إذًا التدخين يسلب من المرأة لمعان ونضارة البشرة ويكون سببًا أيضًا في حشرجة الصوت واصفرار الأسنان ورائحة الفم الكريهة. إذًا فالتدخين هو عدو الجمال الأول للمرأة وعادة سيئة لا تتلاءم أبدًا مع صفات المرأة، فيجب اليوم قبل الغد الإقلاع النهائي والفوري عن التدخين . وربما لا تكون المرأة مدخنة ولكنها تعيش في أجواء ملوثة بغازات الدخان الضارة، ويجب على المدخنين من الرجال الذين قد يكونون سببًا في إصابة زوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم أو ربما أمهاتهم بسرطان الثدي الاقلاع فورا عن التدخين .
الأمراض التنفسية المزمنة تهاجم المدخنة وجدت دراسة حديثة أن المدخنات الشابات والمقلعات عن التدخين واللاتي يعانين مشكلات انسداد مزمن في الجهاز التنفسي قد تنفسن بطريقة أسهل بعد الإقلاع عن التدخين ، وبعد سنة من الإقلاع تتحسن لدى السيدة وظائف الرئة بشكل مضاعف مقارنة بالرجل الذي يقلع عن التدخين ، أيضًا الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والالتهاب الشعبي والأمراض التنفسية الأخرى إذا وُجد مدخن في البيت أو في مركز الرعاية الصحية. وثبت أن تدخين الأم له علاقة بأزمات الربو عند الأطفال والرضع فإن فرصة الإصابة بنوبة أزمة يتضاعف عند الأطفال الذين تدخن أمهاتهم أكثر من 10 سجائر يوميًا. إن أكثر الطرق فاعلية لحماية الجنين هي الإقلاع عن التدخين. إذا كانت المرأة تخطط للحمل في المستقبل فإن الإقلاع عن التدخين شيء حتمي .
التدخين اثناء الحمل اشد خطورة من بعد الولادة
تأثير التدخين أثناء الحمل أشد من تأثيره بعد الولادة نشر أول تقرير عن مخاطر تدخين الأم الحامل على الجنين عام 1896 م ، وفي النصف الثاني من القرن الماضي اكتشف الأطباء العلاقة بين تدخين الأم وزيادة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي في السنة الأولى من العمر. وأظهرت دراسة نشرت عام 1999 أن تدخين أحد الآباء يضاعف نسبة إصابة أبنائه بالتهابات الجهاز التنفسي، أي أن احتمال إصابة الطفل الذي يدخن أحد والديه بالتهابات الجهاز التنفسي هو ضعف احتمالات إصابة طفل لا يدخن والداه ، تظهر أهمية ذلك إذا علمنا أن التهابات التنفس هي السبب الأول لوفيات الأطفال في دول العالم النامي. وظهرت العديد من الأبحاث التي تبحث أسباب زيادة التهابات التنفس عند الأطفال الذين يتعرضون للدخان بسبب تدخين والديهم ، وقد أظهرت دراسة أن تدخين الأمهات يؤثر بصورة كبيرة في وظائف الرئة عند حديثي الولادة. كما أن تدخين الأم يزيد بنسبة كبيرة احتمال إصابة طفلها بالصفير (الأزيز) أثناء التنفس. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تدخين الأم يؤثر في الطفل بسبب استنشاقه للدخان أو ما يعرف بالتدخين البيئي (السلبي) أم أن ضرر التدخين يبدأ أثناء الحمل عن طريق المشيمة وكذلك عن طريق الرضاعة ؟ وقد أظهرت دراسة أجريت في بريطانيا على نحو 13 ألف طفل أن تدخين الأم خلال الحمل يزيد نسبة إصابة طفلها بالتهابات التنفس حتى لو لم تدخن بعد الولادة. وكان تأثير التدخين أثناء الحمل أشد من تأثيره بعد الولادة.
تدخين الحامل يتسبب في إصابة الجنين بالأمراض تشير الدراسات الى أن عدد المدخنات مقارنة بالمدخنين أقل، لكن نسبة الفرق بين السيدات والرجال أخذت في التناقص عامًا بعد آخر، وأصبح الفرق اليوم أقل في التدخين بين الرجال والنساء، ومقارنة بالرجال فإن السيدات يتحملن عبئًا أكبر من الأمراض المتعلقة بالتدخين؛ حيث نجد ذلك من خلال الآتي: السيدات المدخنات أكثر عرضة 12 مرة مقارنة بغير المدخنات للموت بسرطان الرئة، فالتدخين مسؤول عن 80 في المئة من وفيات أمراض الرئة الانسدادية المزمنة في النساء سنويًا، وهؤلاء النساء يمثلن 10.5 مرة أكثر من غير المدخنات والنساء المدخنات أيضًا لديهن زيادة في خطر الإصابة بسرطان الفم والمريء والبلعوم والبنكرياس والكلى والمثانة والرحم وتؤكد الدراسات أن المدخنات وخاصة بعد انقطاع الطمث تزداد نسبة الإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالسيدات اللاتي لم يدخنّ قط. وأيضًا تدخين السجائر يسبب ظهور التجاعيد مما يجعل المدخنة أقل جاذبية ويصيبها بالعجز المبكر. وفي عام 2003 كان هناك 10.7 في المئة من الأمهات يدخنّ أثناء الحمل وقد تم حساب أن 25 في المئة فقط من الأمهات تركن التدخين بمجرد أن أصبحن حوامل، وهذا يعني أن كثيرًا من المدخنات لا يتوقفنّ عن التدخين أثناء الحمل فتكون سببًا في إصابة الجنين والطفل بعد الولادة بأمراض عديدة قد تؤدي إلى إجهاض الجنين أو وفاة الطفل المفاجئ بعد الولادة حيث ان التدخين أثناء الحمل ربما يتسبب في مشكلات صحية خطيرة لكل من الأم والجنين على حد سواء مثل مضاعفات الحمل، الولادة المبكرة، الأطفال صغيري الحجم، موت الجنين. فالأم المدخنة من الممكن أن تنقل النيكوتين لأطفالها من خلال لبن الرضاعة. أيضًا التدخين يعمل على تثبيط 25 في المئة من كمية الأوكسجين من الوصول إلى المشيمة.