اعتمد معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار توصيات ورشة العمل التي نظمتها أمانة العاصمة المقدسة لإيجاد منظومة متكاملة من الخدمات لقاطني وزوار مكةالمكرمة بعنوان "بنيان مجتمعي"، والتي أقيمت برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وتُعد أول مبادرة واعدة من نوعها لتطوير برامج مميزة للارتقاء بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية لقاطني وزوار مكةالمكرمة. حيث أوصت الورشة بتشكيل فريق عمل تنسيقي لمتابعة تنفيذ جملة من البرامج المميزة الهادفة للارتقاء بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية لقاطني وزوار مكةالمكرمة بكافة شرائحهم خلال الأعوام الثلاثة القادمة، على أن يضم الفريق أمانة العاصمة المقدسة والغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة، وجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة، ورجال الأعمال، والإدارة العامة للتربية والتعليم بالعاصمة المقدسة، وجامعة أم القرى، ووسائل الإعلام، وشركة البلد الأمين، إلى جانب اعتماد ميزانية ثابتة من قبل أمانة العاصمة المقدسة تضمن استمرار العمل، ومنح مواقع من الأمانة تستثمر لصالح البرنامج لتمويله وضمان استمراريته مستقبلاً. كما أوصت الورشة بتحديد البرامج ذات الأولوية استناداً للنتائج التي أظهرتها الورشة وتبني هذه البرامج من قبل الجهات ذات المسؤولية الاجتماعية وحث رجال الأعمال والجهات الأخرى على دعم هذه الأنشطة والبرامج ودعوة شركة البلد الأمين لدعم هذه الأنشطة والمشاريع، وإعداد خطة تنفيذية وآليات تواصل لإنجاح الأنشطة والمشاريع. وتضمنت الورشة ضرورة تعميم مخرجاتها على جميع الجهات ذات العلاقة بما فيها الجهات الحكومية والقطاع الخاص والجهات الخيرية والأسرية إلى جانب عقد ورش عمل لاحقة لاستكمال استخراج المشاريع والأنشطة والتواصل مع المشاركين في الورشة عبر وسائل الاتصال المختلفة. بدوره أكد الأستاذ الدكتور عبدالوهاب بن عبدالرحمن نورولي رئيس مكتب سما للاستشارات المجتمعية والشبابية (بيت خبرة – جامعة الملك عبدالعزيز) على أهمية مخرجات الورشة والتي شملت العديد من التوصيات الهامة وتحديد البرامج ذات الأولوية الأولى، مشيراً إلى أن الورشة شهدت مشاركة أكثر من 200 شخص يمثلون الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية ذات العلاقة بالخدمات الاجتماعية ورجال الأعمال والخبراء والأكاديميين وأعيان مكةالمكرمة. وأضاف د. نورولي بأن الورشة وجلساتها شهدت تحليل المشكلات والتحديات وتحديد احتياجاتهم وتطلعاتهم، وتحليل الأسباب الكامنة وراءها واستشراف فرص التطوير المستقبلية فضلاً عن عقد جلسات لمجموعة تركيز للمواءمة بين المخرجات وتحديد البرامج اللازمة لتحقيق النقلة النوعية المطلوبة في الجوانب المطلوبة لدى الشرائح المستهدفة، ثم عقدت الجلسة الرئيسية والتي شهدت فرز البرامج وترتيب أولوياتها والاستفادة من خبرات المشاركين لآليات تنفيذ البرامج وتقديمها على شكل مقترحات للعمل على تنفيذها. وأوضح د. نورولي بأن البرامج ذات الأولوية الأولى كالتالي: في الجانب الثقافي فئة الأزواج، تقديم استشارات أسرية مميزة لتقليل نسب الطلاق، وفي فئة الشباب تضمين المهارات المهنية والحرفية في المناهج الدراسية والجامعية، وفي فئة الأطفال إيجاد بيئة تربوية سليمة للطفل في الأسرة، أما الجانب الاجتماعي ففي فئة الأزواج، تأصيل وإحياء دور الأب القدوة والأم الحاضنة في تكامل الأسري، وفي فئة الشباب تفعيل مشاركة الشباب في خدمة المجتمع وحل مشاكله، وفي فئة الأطفال إقامة مراكز اجتماعية متخصصة في كل حي تتيح التواصل المجتمعي مع الأطفال بصورة احترافية، أما الجانب الاقتصادي ففي فئة الأزواج التخطيط المالي للأسر المكية بشكل استراتيجي، وفي فئة الشباب توعيتهم بأهمية التجارة وبالفرص المتاحة والمحتملة، وفي فئة الأطفال ترسيخ فضيلة الصدقة لديهم، أما في الجانب البيئي فأوصت الورشة بوضع نظام رقابي بيئي وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب قي التطبيق. وشكر د. نورولي أمانة العاصمة المقدسة وعلى رأسها معالي الأمين الدكتور أسامة البار على هذه المبادرة التي تخدم قاطني وزوار مكةالمكرمة بكافة شرائحهم، كما قدم خالص شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لرعايته على جهوده الكبيرة لإنجاح هذه الورشة. جدير بالذكر بأن أمانة العاصمة المقدسة ومن خلال حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، تسعى إلى تقديم المزيد من الخدمات النوعية لأهالي وسكان مكةالمكرمة وزوارها الكرام، وتعد هذه الورشة إحدى صور هذا السعي الدؤوب للأمانة، تلبية لاحتياجات الفئات المختلفة، وتحقيقاً للتكامل الذي يصبوا إليه الجميع بما يحقق للعاصمة المقدسة الريادة في الأمن والأمان والرقي والازدهار بإذن الله تعالى.