استضاف مسرح المدينة في بيروت مؤتمراً صحافياً أعلن فيه البرنامج الفني لمهرجان «بيروت الدولي للرقص المعاصر – بايبود» في نسخته التاسعة التي تنطلق في 11 من الشهر الجاري وتستمر حتى 26 منه. ويتخلّل المهرجان «ملتقى الرقص العربي – ليمون» الذي تنظمه «مقامات» أيضاً كل سنتين ويسجّل على جدران المدينة في عام 2013 نسخته الثالثة (14 و15 الجاري). وتشارك في هذه الدورة فرق من لبنان وبلجيكا والولايات المتحدة وفرنسا وسورية وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا، إضافة إلى ورش عمل وندوات حول الرقص المعاصر. إذاً أيام قليلة تفصل الجمهور العريض عن مواعيد حياتية راقصة تعزف بالجسد إيقاعات مستقاة من المعاش اليومي. «الجسد يصرخ ويرقص» بحسب مدير «مقامات» ومدير مهرجان «بايبود» عمر راجح. لا ينفكّ الأخير يبحث في مفهوم الجسد وإيقاعه وعلاقته بتصريف مرور الزمن ماضياً، حاضراً ومستقبلاً. عن هذا المرور يسأل: «ماذا نفعل بأجسادنا وما هي خياراتنا سوى أن «نكون» ونشهد على تلك العلامة المتغيّرة باستمرار للوقت علينا. ماذا غير أن «نصبح» ما لم نكن قبلاً. لنتخطى حدود وجودنا ونتجاوز حضورنا اليومي. فنحن لا نملك شيئاً آخر إلا قراراتنا، خياراتنا، أفعالنا». ويتجدّد اللقاء مع مهرجان «بايبود» الذي بدأ مغامرته قبل تسع سنوات وصار موعداً سنوياً. ويقول راجح: «بايبود»مجدداً والرقص مجدداً. اليوم نحن في حاجة إلى «أن نكون» في «الحاضر»، «أن نفعل»، «أن نصبح» وأن نخرج من هذا التأطير «الميلانكولي» والسوداوي لحاضرنا. نعم لتوسيع آفاقنا وأجسادنا، للفصل مع الماضي، وللفعل». ويضيف: «عزم وشغف يتسلّح بهما كل من قرّر «المغامرة» في بلد يقف على حدّ السيف منذ كان ومنذ كنّا. هل يتعب المغامر؟ هل تتعب الأحلام الكبيرة وتصغر أمام صلافة الواقع؟». وتذكّر راجح بدايات المهرجان عام 2004، كيف تطوّر وتجذّر في المشهد الثقافي للمدينة. ثمّ لفت إلى أن عام 2014 ستكون مميّزة إذ تحتفل «مقامات» بمناسبة مرور عشرة أعوام على انطلاق مغامرة أثمرت على رغم الصعاب. وأعلن أنّها ستكون الدورة الأخيرة للمهرجان التي ينظّمها لأن الأوان يكون قد حان كي يسلّم الإدارة إلى مغامرين جدد. ويقول: «أسئلة كثيرة تعود باستمرار، بأشكال مختلفة ومعانٍ لا نهاية لها. لا ننتظر الأجوبة. لا ننتظر وزارة الثقافة أن تستفيق من سباتها العميق ولا الحكومة اللبنانية من غيبوبتها الأبدية. بمساعدة شركائنا، المراكز الثقافية، وأصدقاء المهرجان، سنجد الوسائل سنة بعد سنة لتنظيم «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» وتجديده دائماً. لا يمكننا أن نتخيل بيروت ولبنان من دون مهرجان دولي للرقص المعاصر مثل «بايبود»، من دون فنانين مبدعين، ومن دون تقدير ودعم الجمهور في هذه المدينة». ولفت إلى أهمية تنظيم «مقامات» ل «الملتقى العربي للرقص – ليمون» تأكيداً منه ل «الدور الذي يلعبه في تطوير الرقص المعاصر في هذا الجزء من العالم، لفتح إمكانات ثقافية وفنية جديدة ولتعزيز التبادل والتعاون والتواصل الفني والثقافي. وخصّ «ليمون» الفنانين السوريين بلفتة يضيء من خلالها على علاقة الإبداع الفني بالصراعات السياسية والاجتماعية الدائرة.