تقدمت فتاتان بشكوى إلى فرع جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة من طرد أخيهما لهما من منزلهم، ما أجبرهما على الإقامة في الحرم المكي منذ عامين ونصف العام، بعد معاناتهما من تهجمه واعتدائه عليهما بالمواسير. وقال مصدر مسؤول بالجمعية إن الفتاتين طالبتا في شكواهما بمساعدتهما لحل مشكلتهما، موضحتين أنهما تقيمان في الحرم منذ سنتين ونصف بعد أن طردهما أخ لهما وأنهما لا تتقاضيان إلا 700 ريال من الضمان الاجتماعي، مضيفاً أن الجمعية ستتعامل مع الشكوى وفق الإجراءات اللازمة لذلك. من جانبها، قالت الأخت الكبرى بحسب صحيفة "المدينة"، إنهما كانتا تعيشان في أسرة مستقرة قوامها 5 أفراد، الأبوان وأخ وهما الأختان، حتى توفي الوالد عام 1423ه وقام برعاية شؤون البيت أخوهما الذي كان يحرص على تلبية كل احتياجاتهما، إلى أن مرض فجأة بانفصام في الشخصية قبل نحو 3 سنوات. وأضافت: "من وقتها انقلبت حياتنا رأساً على عقب حيث بدأ يضربنا بالمواسير ويغلق علينا الغرف وأحيانا يتهجّم علينا بعد منتصف الليل، وأمام ذلك لم نكن نجد سوى الهرب من النوافذ". من جانبها، أكملت الأخت الصغرى أنهما خلال الفترة الأولى كانتا تتخفيان عند الجيران ولكن شقيقهما كان يكسر الأبواب ويهددهما إذا لم تعودا، مضيفة: "بعد أن طردنا شقيقنا من البيت لم نجد ملاذاً آمنًا غير بيت الله الحرام". وتابعت: "نظرا لطول الفترة ظللنا نتنقل من مكان إلى آخر في الحرم وعندما لاحظتنا مسؤولات الأمن اطلعن على هوياتنا وعرفن أوضاعنا وتركننا". وحول من يقوم بمساعدتهما قالت الأخت الكبرى: "لا أحد وليس لنا إلا 700 ريال من الضمان الاجتماعي، لأمي منها 500 ريال وهي أرملة وعمرها 75 سنة، وأنا وأختي لنا مائتا ريال"، مشيرة إلى أنها وأختها تلجآن إلى النقل الجماعي للخروج من المنطقة المركزية وشراء طعام رخيص. وذكرت أنها تحمل البكالوريوس في الدراسات الإسلامية وأنها تخرجت منذ 3 سنوات وقدمت في "جدارة" ولكن لم تحصل على وظيفة وأن أختها الصغرى تخرجت الترم الحالي بنفس التخصص.