قرر وزراء النفط في الدول الأعضاء في «منظمة البلدان المنتجة للنفط» (أوبك) تثبيت سقف الانتاج عند المستوى الحالي البالغ 30 مليون برميل يومياً، كما قرروا خلال اجتماعهم الدوري في فيينا التمديد سنة للأمين العام الحالي، الليبي عبدالله البدري، الذي تنتهي ولايته آخر السنة الجارية. وفشل الوزراء في التوصل إلى الإجماع المطلوب على تعيين أي من المرشحين، المستشار الاقتصادي لوزارة النفط السعودية المحافظ السابق للمملكة في «أوبك»، ماجد المنيف، والعراقي ثامر غضبان والإيراني غلام رضا نزاري، حتى بعد سحب إيران مرشحها لصالح غضبان. وابتداء من بداية 2013، يتسلم وزير النفط الكويتي هاني حسين الرئاسة الدورية للمنظمة، والوزير الليبي الجديد عبدالباري العروسي نيابة الرئاسة. وقال وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي «سنبقي» على سقف الإنتاج لمجمل الدول ال 12 الأعضاء. وأضاف «لا تغيير في الوضع الحالي»، لافتاً إلى أن البدري، الأمين العام للمنظمة منذ 2007، سيبقى في منصبه سنة إضافية. وكانت مسألة الأمانة العامة، الفخرية إلى حد كبير، عالقة منذ اجتماع حزيران (يونيو) بعدما تعذر التوصل إلى اتفاق. وقال البدري إن الإنتاج الفعلي للمنظمة حالياً في حدود 30.9 مليون برميل يومياً. وانتخِب مستشار وزارة النفط السعودي ياسر مفتي رئيساً لمجلس محافظي المنظمة. ولاحظ الوزراء في بيانهم الختامي أن ثمة عدم يقين حول الطلب على النفط في 2013، وأن النمو سيبقى ضعيفاً نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو والدول الغربية، وأن الطلب على نفط المنظمة سيكون في مستوى 29.7 مليون برميل يومياً، لذلك قرروا الإبقاء على مستوى 30 مليون برميل يومياً مع احتمال اتخاذ بعض الدول إجراءات إذا اقتضى الأمر لضمان توازن السوق. ومعروف أن أكبر بلد منتج في المنظمة هو السعودية، وهي الدولة الوحيدة التي تستطيع تكييف إنتاجها تماشياً مع طلب السوق والزبائن، وهي تخفض إنتاجها إذا رأت فائضاً من النفط في الأسواق كما تتجاوب مع أي طارئ يهدد بشح في الأسواق فتزيد الإنتاج. وذكرت وكالة «رويترز» ان العراق بدأ يلعب دورأ مشاكساً في اجتماعات «اوبك» خصوصاً مع رفضه خفض اي حصة من انتاجه قبل العام 2014، داعياً غيره الى ذلك. وقال فلاح العامري مندوب العراق الدائم لدى «أوبك» العراق «لن يخفض انتاجه أبداً، ينبغي على بعض الدول التي رفعت انتاجها في العامين الماضيين ان تفعل ذلك. إنها مسألة سيادية ولا تتعلق بأوبك». ويتوقع العراق ان يصل الانتاج السنة المقبلة إلى 3.7 مليون برميل يومياً مقترباً من أعلى مستوى سجله العراق على الاطلاق وهو 3.8 مليون برميل يومياً عام 1979 حين كانت الصادرات 2.9 مليون برميل يوميا. وقرر الوزراء عقد الاجتماع العادي المقبل في فيينا في 31 أيار (مايو) 2013.