على الرغم من وجود الكثير من محلات الحلويات الحديثة والتي ينجذب إليها الكثيرون إلا أن الحلويات الشعبية ما زالت تحتل الصدارة لدى غالبية فئات المجتمع، إذ أنها ترمز إلى الأصالة والحنين إلى الماضي، بالإضافة إلى جودتها وتطور أساليب صناعتها وتغليفها في الوقت الحالي، مما فرضها بقوة في كافة المناسبات والأعياد والاجتماعات الأسرية. «المدينة» التقت سيدة الأعمال علا رجب، التي خصصت مشروعها لتقديم الحلويات الحجازية العريقة بأنواعها، حيث أكدت لنا أنه ما زال هناك إقبال كبير على هذا النوع من الحلويات من كافة فئات المجتمع، ولكن بدرجات متفاوتة، حيث إن الإقبال كبير من الفئات العمرية التي تتجاوز الأربعين عامًا وخاصة من السيدات، ويقل تدريجيًا مع الفئات العمرية الأقل سنًا، وربما يكون ذلك عائدًا إلى عدم معرفة الكثير بهذه العادات العريقة واستبدالهم لها بثقافة المأكولات السريعة، لذا لا بد من مجابهة الهالة الإعلامية الغربية التي تروج وتغرس في عقول الأجيال الشابة والأطفال حب تلك المأكولات من خلال القيام بحملة إعلامية مضادة تزيد من وعي المجتمع وتعريفه بالأكلات الشعبية السائدة في بلدنا. وعلى الرغم من أن الهالات الإعلامية مسلطة على هذه المأكولات السريعة، ما زالت المأكولات التراثية صامدة بقوة في الأفراح والأعياد، ولكن بطابع عصري، حيث أصبحت أصغر حجمًا وتغلف بطريقة عصرية وترص بأطباق مزينة لكي تتماشى مع الوقت الراهن، فنرى في الأفراح والسوابع والغمر بوفيه خاص لهذه المأكولات يحتوي على أكثر من 30 صنفًا محاطة بالديكورات الحجازية التي تتميز ببساطتها واحتوائها على ألوان مختلفة وجذابة ومستوحاة من البيئة الحجازية، التي تذكرنا بماضينا العريق، بالإضافة إلى سهولة عملها، وإضافتها لمسة فنية رائعة على الأكلات الشعبية مما يزيد من الإقبال عليها، كما أن هناك العديد من الأسر خاصة الحجازية تحرص على تقديم العديد من هذه المأكولات والحلويات في أيام العيد وخاصة إفطار العيد الذي تجتمع فيه الأسر. وتقول علا: من أشهر أصناف الحلوى الحجازية الدبيازة وهي عبارة عن قمر الدين مطبوخ مع عدة أنواع من المكسرات المختلفة، بالإضافة إلى القلادة (البلح الناشف)، كما أنه من الضروري وجود مربى القرع (الششني) واللدو واللبنية. وتشير رجب إلى أن أسعار هذه الحلويات بدأت تشهد ارتفاعًا ملحوظًا؛ نظرًا لغلاء الخامات وارتفاع أسعار الكثير من المكونات الأساسية لهذه الحلويات، ولكن على الرغم من هذا الارتفاع لايزال في متناول يد الجميع، وقد لا أكون مبالغة إذا قلت إن الأسعار لا تقارن بتاتًا بأسعار البوفيهات التي تقدم في المناسبات وبالذات في حفلات الأفراح والسابع والغمرة التي على الرغم من اعتبار التعتيمة الحجازية مجرد بوفيه جانبي، إلا أنها تلقى إقبالاً أكثر من البوفيهات الاعتيادية.