صدر مؤخراً للباحث الأكاديمي الدكتور خالد بن عمر الصقر كتابه المتخصص: "المنح الدراسية والرعاية العلمية.. دراسة نقدية تاريخية معيارية" والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي والعالم. ويأتي الكاتب في ظل ندرة ملفتة للنظر في المكتة العربية والدولية عن توفر كتب متخصصة في شؤون المنح الدراسية، وقياس آثارها، وماهيتها، والتأصيل لها، رغم ما يقدمه مسار المنح الدراسية من تحول نهضوي إذا ما حسن استخدامها وإدارتها بالشكل السليم. وفي إطار سعي المملكة العربية السعودية نحو صقل التعليم العالي، وتجويد المخرجات الجامعية السعودية جاء القرار السامي الرامي إلى الاهتمام بالمنح الدراسية وفسح المجال تجاه توفير المقاعد الدراسية انطلاقاً من الريادة الإسلامية التي تتبناها المملكة إسلامياً ومكانتها عالمياً. وقد حرص الدكتور الصقر من خلال كتابه إلى التأصيل العلمي لمفهوم المنح الدراسية، وتسليط الضوء على تاريخ المنحة الدراسية منذ العهد النبوي وبداياتها كنظام تعليم في الإسلام، مستعرضاً تاريخ أهل الصفة باعتبارهم أول طلاب تنطبق عليهم شروط المنح الدراسية بمفهومها الحديث، إضافة إلى إسقاط مفهوم المنح الدراسية على أسرى بدر في رؤية جديدة واستخراج علمي جديد لدلالات تلك المواقف التاريخية. كما استعرض الكتاب نماذج وشواهد رائعة لرعاية الطلاب الوافدين في حضارة المسلمين، وأثر تلك الحضارة الإسلامية في انتقال نظام المنح الدراسية وبرامج رعاية الطلاب المغتربية إلى الغرب. إضافة إلى استعراضه للعديد من النماذج الدولية والعالمية للمؤسسات المانحة، وأثر تلك المنح في صقل مخرجات وكفاءات دولية بارزة، وتقديم نماذج كفؤة تركت بصمتها واضحة الأثر في التاريخ الحديث. وتعرض الكتاب إلى توضيح المنح الدراسية بين الحاجة والاستحقاق، وأقسام المنح وأنواع المانحين، وتعدد الأهداف والالتزامات، وأثر المنح الدراسية في صنع الكفاءات وتنمية الشعوب. وقد خلص الباحث أخيراً إلى استنباط "معيار الصقر للمنح الدراسية"، من خلال الربط المنطقي بين الأطراف الأربعة المؤدية لحصيلة المنح الدراسية وهي الطالب، والمؤسسة التعليمية، والجهة، والدولة المانحة.