كشف الدكتور محسن العواجي، في تصريح ل "الشروق الجزائرية "، أن البيان الذي تناقلته وسائل الإعلام أمس، وكان هو أحد أهم الشخصيات الموقعة عليه، لا يمس بأي شكل من الأشكال الأسرة الحاكمة ولا خادم الحرمين الشريفين، بل تضمن مطالب رئيسية لإصلاح بعض القطاعات فورا‭. ‬ وأكد العواجي أن البيان الذي ضم أكثر من 400 شخصية مهمة في السعودية من دعاة ومثقفين ورجال إعلام، وجاء بشعار "نحو دولة الحقوق والمؤسسات"، ليس وليد اليوم، بل تقدم به هؤلاء وآخرون منذ سنة 1990، غير أن المستجدات الراهنة في الساحة العربية تفرض التحرك لتحقيق هذه المطالب‭ ‬الآن‭.‬ مضيفا أن من ضمن مطالبنا أن يكون "مجلس الشورى منتخباً بكامل أعضائه، وأن تكون له الصلاحية الكاملة في سنّ الأنظمة والرقابة على الجهات التنفيذية بما في ذلك الرقابة على المال العام، وبذلك يكون له حق مساءلة رئيس الوزراء ووزرائه"، و"فصل رئاسة الوزراء عن الملك على أن يحظى رئيس مجلس الوزراء ووزارته بتزكية الملك وبثقة مجلس الشورى"، إضافة إلى مطلب العمل على إصلاح القضاء وتطويره ومنحه الاستقلالية التامة، وزيادة عدد القضاة بما يتناسب مع ارتفاع عدد السكان، وكذا "محاربةُ الفساد المالي والإداري بكل صرامة ومنع استغلال النفوذ‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬مصدره‭ ‬وتفعيل‭ ‬هيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬ومساءلة‭ ‬المفسدين‮"‬‭.‬ وأوضح العواجي أن الإسراع بحلّ مشكلات الشباب ووضع الحلول الجذرية للقضاء على البطالة وتوفير المساكن لتتحقق لهم بذلك الحياة الكريمة، هو مطلب كل السعوديين ولا يعني أبدا انتماء الموقعين على البيان إلى أي جهة معينة غير التعبير عن معاناة الشعب، مشيرا إلى أن الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬‮"‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬ونقابات‭ ‬وإطلاق‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬وفق‭ ‬ضوابط‭ ‬وأطر‭ ‬معينة‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬المزايدة‭ ‬علينا‭ ‬أو‮ ‬توجيه‭ ‬انتماءاتنا‮"‬‭.‬ ونفى العواجي أن يكون قد حرّك هذه الشخصيات المتبنية للبيان أي معارضة أو قوة خارجية، مهما كان انتماؤها، بل "هو قناعة من دعاة ومثقفين وسياسيين وكذا إعلاميين يريدون الخير للدولة" و"لسنا مع الأحزاب التي تحجم دور الأمة" يضيف المتحدث، الذي قال إن الوضع الراهن في السعودية‭ ‬متوازن‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬‮"‬نطالب‭ ‬بحريات‭ ‬أكبر‭ ‬وفق‭ ‬الطرق‭ ‬السلمية‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬تصفية‭ ‬الحسابات‮"‬‭.‬ وأكد‭ ‬العواجي‭ ‬أن‭ ‬البيان‭ ‬تم‭ ‬إرساله‭ ‬للملك،‭ ‬وهم‭ ‬جد‭ ‬متفائلين‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬يرضي‭ ‬السعوديين‭ ‬ولو‮ ‬في‭ ‬أغلبية‭ ‬مطالبه،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬السعوديين‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬قضاياهم‭ ‬الداخلية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬أجبني‭.‬ يذكر أن البيان الذي وقعته631 شخصية من السعودية، أغلبها الدعاة المشهورين، على غرار سلمان العودة، الشيخ الدويش، موسى الشريف، علي بن عمر بادحدح، رجل الأعمال الشهير جميل بن محمد علي فارسي، ونخبة من الأكاديميين والإعلاميين. وتضمن ثمانية مطالب إصلاحية رئيسية، اغتنم أصحابها عودة خادم الحرمين الشريفين يحفظة الله من رحلة العلاج، حيث هنؤوه بالعودة، وشددوا على ضرورة الإصلاحات في المملكة.