يخشى أهالي محافظة الطائف أن تتسبب البرودة القارسة التي تشهدها معظم المراكز والقرى التابعة للمحافظة في زيادة الإقبال على "الحطب" المحلي خاصة أنّ مبيعات الحطب والفحم في أسواق الطائف سجلت خلال الأيام الماضية مبيعات مرتفعة، وعلى الرغم من وفرة الحطب والفحم المستورد من عدد من الدول؛ إلا أنّ الأهالي يفضلون الحطب المحلي والذي يشهد شحاً واضحاً في معروضاته في ظل قرار منع التحطيب وقص الأشجار المحلية، وشهدت أسواق الفحم والحطب مبيعات كبيرة لمواطنين من خارج الطائف وبخاصة المناطق القريبة والتي تشهد أجواء باردة خلال الشتاء. ولوحظ خلال السنوات الماضية تجريد الحطابين لمواقع كثيرة من خلال قطع الأشجار التي تنمو على ضفاف الاودية وبالمرتفعات، وهناك بقايا لأشجار طلح وسدر وسمر ضخمة قطعت بواسطة مناشير آلية وفؤوس، حيث يقوم الحطابون ببيع الجذوع الضخمة ل"النحالين" بأسعار مرتفعة نظراً لندرة الحصول على مثل هذه الجذوع حيث يتم تفريغها من الداخل وتجويفها وتحويلها الى مناحل تقليدية بينما يتم تقطيع الجذوع الأصغر إلى قطع متساوية الطول وبيعها في حزم على المحلات الواقعة على مداخل ومخارج المدينة، ويتم تصريفها كحطب للتدفئة بأسعار تتراوح مابين 10 – 20 ريالاً حسب النوع والكمية. ومن المتوقع أن تتسبب تجاوزات الحطابين في تدمير بيئات مميزة في الطائف وأشجار محلية تتباين أعمارها مابين عدة أعوام لتصل الى مئات السنين، حيث توجد في الوديان أشجار الطلح الأكاسيا والعوسج والكداد والسمر بكميات كبيرة نظراً لاعتدال طقس الطائف، ووفرة المياه خلال مواسم الامطار المتتابعة التي تهطل على الطائف وقراها خلال العام، وتعد أشجار العرعر من الثروات النباتية المهددة بالانقراض في المملكة حيث تنمو في مرتفعات الطائف بكثافة عبر سلاسل جبلية تمتد من الشفا إلى نهاية مرتفعات بني مالك، ولكنها تتعرض لموجة جائرة من التحطيب وبخاصة في المواقع البعيدة والنائية والتي لاتصلها طرق ممهدة حيث يمارس الحطابون دورهم في تقطيع هذه الاشجار التي تتميز برائحتها الشذية وقدرتها على التكيف مع البيئات الجبلية الوعرة. ويفضل الكثير من الأهالي في القرى الزراعية الاستعانة بالحطب كوسيلة للتدفئة ومجابهة البرودة القارسة كما يقوم المواطنون بشراء كميات كبيرة من الحطب والفحم وتخزينها، ويلاحظ إشعال الحطب والفحم في الاستراحات وبيوت الشعر من قبل مجموعات الشباب كنوع من العودة للماضي والمحافظة على التراث على الرغم من إمكانية استخدام المدافىء الكهربائية التي تقوم بتوفير التدفئة اللازمة وبطريقة آمنة. وأكد العديد من الباعة أن تحذيرات الدفاع المدني المتكررة وحملاتها التوعوية المتكررة من خطورة استخدام الحطب والفحم لأغراض التدفئة وماتفرزه هذه العملية من غازات خانقة قد تتسبب في حالات وفاة لاسمح الله لم تحد من مبيعات الفحم والحب الموسمية، بل زاد الاقبال على الحطب والفحم مشيرين إلى أنّ الحطب والفحم المستورد من دول أفريقية ساهم في تغطية الطلب في كثير من الأحيان إلا أن هناك شريحة من المستهلكين يفضلون الحطب والفحم المحلي مشيرين إلى أن الفحم المستورد يعد أقل جودة ويستخدم لأغراض الشواء وليس للتدفئة.