وسط تزاحم مشاغل الحياة من ناحية وصخب المدينة من ناحية أخرى يفكر المرء ملياً في البحث عن مكان يكتنفه الهدوء ليحط فيه رحاله فتزول همومه وغمومه ... بين الفينة والأخرى يحتاج الإنسان لفترة الراحة والنقاهة ليعود نشاطه اليه ,وإن كنت من سكان محافظة الطائف فلن تتعب كثيرا في البحث عن المكان المناسب حيث الجداول المنسابة والمياه العذبة .. أتت الأمطار فاستبشرنا خيرا وخرج الجميع للبحث عن أماكن جديده يقضون فيها أجمل الأوقات وأمتعها وكنت من ضمن هؤلاء فقد حملت (عدستي) متجها إلى أحد الأودية الجميلة والتي لم تحض بالاهتمام المناسب من لجنة التنشيط السياحي دهشت عندما رأيت هذا الوادي وفاجئني منظره الجميل والمياه البراقة عندما تعكس أشعة الشمس في منظر لم أر أبها منه جمالا ترجّلت من سيارتي حيث لا طريق يؤدي الى أعلى الوادي سوى الصخور المتراكمه التي تجاوزت بعضها بسيارتي اللاندكروز لكنه في النهاية وقف عاجزا بسبب الصخور الضخمة . وما أن سرت قليلا حتى ازدان المنظر فأخرت كاميرتي كالمجنون لا أدري أي منظر سأبدأ به فالمياه تصب من كل مكان والجو لطيف جدا فكانت هذه الصور الجميلة الرائعة التي تعبر عن قليل من كثير في وصف جمال هذا الوادي .. استمرت جولتي قراب ثلاث ساعات استمتعت فيها بكل دقيقة مع أشجار هذا الوادي وصخوره ومياهه.. ثم عدت وقد عزمت على العودة إليه مرة أخرى فالمحب لا يفارق حبيبه مهما طال الزمان ..