تشتهر جبال محافظة رنية عن غيرها بمناظرها الخلابة وطبيعتها المميزة التي لم تكتشف بعد رغم عبث شركات تقطيع أحجار الجرانيت التي تشتهر بها جبال المحافظة، فجبال تلك المنطقة تذخر بالكثير من المناظر الساحرة وأشجار وآبار ومستنقعات مائية تتكون بفعل الأمطار وتشكل بحيرات تستمر أعوامًا بعد هطول الأمطار، وهذه الجبال دائمًا ما تشد السكان في القرى والهجر التابعة للمحافظة لزيارتها والبقاء فيها فترة طويلة خاصة في إجازة نهاية الأسبوع أو الإجازات الموسمية، مع أن الكثيرين لا يعرفون عنها شيئًا، ولا عن المواقع الجذابة فيها، لما تتميز به بعض المواقع الطبيعية والأثرية التي لا يعرفها الجيل الحديث ولم يسمع بها، وما زالت تنتظر الاكتشاف حتى الآن. ومن هذه الجبال جبل الوكيعية الذي يبعد عن محافظة رنية 15 كلم جهة الشمال الشرقي بالقرب من جبال المصلوخ، الذي خصصت أحجاره لبلاط الحرمين الشريفين، وما يميز جبل الوكيعية أنه يحتوي على المكونات الطبيعية بأشكالها، فتقع في أعلاه آبار جوفية قديمة أوجدها أبناء المنطقة وسد طبيعي من التراب والحجارة وتكثر في أعلى جبل الوكيعية الأشجار بأنواعها والصلال بأشكالها المميزة والمختلفة، ويستطيع سائق السيارة الوصول إلى أعلاها لاستواء سفحها الذي تستطيع السيارة الوانيت أو ذات الدفع الرباعي الوصول له دون مشقة أو ضرر، وفي أعلاه تتوفر الأعشاب الصحراوية بشتى أشكالها. وصول سهل عندما سمعنا عن هذا الجبل الذي يحتوي على العديد من معالم الطبيعة الساحرة، قررنا الوصول له للتعرف على الموقع ونقل ما يميزه ويحتويه للقارئ، فانطلقنا مع بعض الزملاء وقررنا الطلوع إلى أعلاه بالسيارة حتى وصلنا للموقع وشاهدنا ما به من مياه تكونت بفعل الأمطار والآبار الجوفية، فهناك عيون امتلأت بالمياه العذبة الصالحة للشرب، فالموقع يعد من أفضل المواقع في جماله وما به من أشجار وطبيعة خلابة قل أن تجدها في مكان آخر، كما يميزه قربه من المحافظة، فبعض الجبال بها معالم طبيعية وآثار قديمة، لكنها بعيدة عن المحافظة وفي مناطق وعرة يصعب الوصول لها، بينما جبل الوكيعية تستطيع الوصول له دون مشقة. لاحظنا خلال وجودنا أن الكثير من العوائل والأسر يزورون هذا الجبل باستمرار خاصة بعد هطول الأمطار وإخضرار الأرض، لكن ما يعاب على البعض رمي المخلفات وإشعال النار وبعض الكتابات التي تشوه صخوره ويكفي أن معظم ما يحيط بسد الوكيعية صخور مستوية ومنبسطة ولا تضايق المتنزهين في الجلوس أو البقاء حولها، أما البئران اللتان أوجدهما أبناء المنطقة فهما لسقيا المواشي والتزود منها، رغم أن المياه تجتمع في جوف السد فترة طويلة ورغم أنه يصعب في بعض الأماكن حفر بئر في رأس جبل أو هضبة، لكن في هذا الموقع الجميل كل ما به مختلف عن غيره بمناظره وجماله وغرابة طبيعته، التي لا تشاهد أكثرها إلا عند الوصول لها في أعلى قمة الجبل. موقع متميز فالح السبيعي من سكان أحد أحياء محافظة رنية يقول: إن جبل الوكيعية يعد من أفضل الأماكن التي يزورها المتنزهون والباحثون عن جمال الطبيعة، ويفضلونه عن غيره لاحتوائه على مكونات طبيعية عدة، وأضاف: أن ما يميز جبل الوكيعية تلك المناظر التي تقع في قمته وسط صخور هائلة بها الأعشاب والنباتات الصحراوية المختلفة، وكذلك وجود سد ترابي يحتجز مياه الأمطار المتدفقة من سفح الجبل، والتي تبقى فترة طويلة في جوف السد، مشكلة منظرًا جميلًا وسط الصخور المحاذية له ورغم المياه المتوفرة به بعد هطول الأمطار ألا أنه توجد به آبار جوفية حفرها أبناء البادية للسقيا عند جفاف المياه التي يحتجزها السد الترابي وأكد أن موقع المناظر الخلابة في أعلى جبل الوكيعية ميزه بجو مختلف عن أجواء السهول التي حوله فهواؤه النقي والمعتدل جذب له الزوار من سكان المحافظة وقراها وأصبح يشهد في الإجازات الأسبوعية وفي المواسم التي تعقب هطول الأمطار عددا كبيرا من الزوار الذين قد لا يجدون لهم مكانا ويضطرون للبحث عن مكان آخر قد لا يقارن بما يتميز به جبل الوكيعية. ويوافقه الرأي سعد السبيعي زائر للموقع بقوله جبل الوكيعية أحد الجبال المشهورة في محافظة رنية ويقع شرق جبال المصلوخ والدخل وأم إذاني ويحتوي على مقومات الحياة من وجود للماء والخضرة والاعشاب والتشكيلات الصخرية المميزة ومعروف عند أبناء محافظة رنية ومراكزها وقراها منذ القدم، ويتميز جبل الوكيعية عن غيره بطبيعته البكر والمناظر الخلابة الجميلة والمنحدرات الصخرية مختلفة الإشكال والمنظر والتي تنقل الزائر إلى مشاعر جميلة على وقع المناظر والأجواء الساحرة التي تمنح المرء السعادة وطالب العديد من الزوار بالاهتمام بهذه المواقع وعدم العبث بها بتشويهها بالكتابات العشوائية وإشعال نيران الطبخ بها والعبث بأشجارها الجميلة ونباتاتها وأكد أنها لابد من الحفاظ على هذه المناظر من قبل الزوار والاهتمام بها أكثر باعتبارها من المواقع المميزة التي يرتادها الكثير من أبناء المحافظة داعين الجميع من المحافظة وخارجها لزيارته والاستمتاع بما فيه من طبيعة ساحرة ترتاح لها النفس وعدم العبث بما يحتويه. مناظر خلابة ويتحدث عبدالله الدوسري أحد سكان محافظة رنية قائلا سمعت الكثير عن جبل الوكيعية في الجهة الشمالية الشرقية من محافظة رنية وشدني ما أسمع عنه من أحاديث وأقاويل يرويها الكثيرون من أهالي المحافظة في مجالسهم وخلال تجمعاتهم فقررت في أحد الأيام مع مجموعة من أصدقائي القيام برحلة له لاكتشاف ما يحكى عنه من حديث وتوجهنا بالسيارة إلى الجبل لرؤية مناظرة الجميلة وما يحتويه من طبيعة خلابة تميز بها عن بقية الجبال والهضاب والمواقع الأخرى في المحافظة وقد ذهلت من تلك المناظر والخضرة التي تفترش الأرض والمياه المجتمعة في السد والصخور المختلفة المميزة والنباتات الصحراوية المختلفة ولاحظت أن الزائر يستطيع أن يقود سيارته ويطلع بها سفح الجبل لاستوائه خاصة من الجهة الشمالية والتي هي عبارة عن صفاه صماء خالية من الحجارة الوعرة في منظرا نادر قل ما تجده في معظم المواقع والجبال المشهورة بمناظرها وطبيعتها الخلابة. وأضاف استمرت زيارتنا لذلك الموقع 3 ساعات وتمنيت البقاء أكثر في تلك المناظر الجميلة التي يبحث عنها المحبون للطبيعة ففيها المناظر الخلابة التي هي من معجزات الخالق سبحانه. ووصف مترك السبيعي جبل الوكيعة بالفريد من نوعه والغريب في شكله فهو على شكل جبل لكن يحتوي على طبيعة متنوعة ومختلطة فمن طبيعة السهول والمراعي إلى الطبيعة الجبلية فطبيعة الأودية والشعاب وبذلك ميز هذا الموقع عن غيرة حتى أصبح محبوبًا لدى الكثير مشيرا إلى أن الجبل مشهور بتاريخه العريق وطبيعته الخلابة لافتا إلى أن المناظر الساحرة التي تزين سفوح الجبل الشاهق خاصة بعد هطول الأمطار واخضرار سفوح الجبل وموقع الآبار الجوفية وأماكن التنزه التي حول الموقع في المرتفع اكتملت بها الصورة الخيالية الجميلة التي يتمناها الكثير للراحة والترفية عن النفس والبعد عن صخب المدن وإزعاجها. تسمية قديمة ومن جانبه قال الباحث والمؤرخ والمعني بالآثار وتاريخ محافظة رنية المعلم المتقاعد فهيد بن عبدالله تركي السبيعي: إن أسباب تسمية جبل الوكيعية بهذا الاسم غير معروفة وهو اسم قديم على مر العصور السابقة والأجيال المتعاقبة، والجبل به آبار جوفية قديمة حفرها بعض أبناء البادية ويعتبر متنزها تأوي له الكثير من الأسر والمتنزهين في محافظة رنية خاصة بعد موسم الأمطار واخضراره وتوفر المياه فيه، حيث يبقون فيه فترة طويلة لموقعه ومناظره الجذابة والساحرة التي يتميز بها، وأكد أن السد الترابي الحالي في الجبل والذي يختزن مياه الأمطار التي تتدفق من سفوحه ساهم في إنشائه أبناء البادية والمواطنون حتى أصبح بهذا الشكل وهو مكون من التراب والحجارة وبشكل ملفت يتعجب منه الزائر، مشيرًا إلى أنه يعتبر من المواقع المميزة والجذابة في المحافظة والتي تجد إقبالا من الزائر خاصة في الأجازات الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع.