يشهد "الطيب اسم" شمال مركز مقناء التابعة لمنطقة تبوك هذه الأيام كغيره من المواقع السياحية بالمنطقة إقبالا متزايدا من قوافل الزوار من داخل المنطقة وخارجها التي وصلت ذروتها في أول أيام إجازة منتصف العام. ويعد "الطيب اسم" واحدا من أهم المواقع السياحية وأبرزها بالمنطقة، وواجهة سياحية يقصدها السياح والزوار على مدار العام، وخاصة في وقت الشتاء، وذلك بغية البحث عن الدفء في المناطق الساحلية. و"الطيب اسم" عبارة عن صدع طويل يقع في أحد الجبال الواقعة شمال مدينة مقنا الساحلية بعدة كيلومترات، ويبعد عن مدينة تبوك قرابة 230 كلم. وأهم ما يميز المكان هو الشق الذي أحدثته عوامل نحت المياه فى الصخور منذ آلاف السنين، مما جعله ذا صخور شديدة الصلابة تختلف عما جاورها من الجبال، من حيث التركيب الصخري واللون، وهو ما يلحظه الزائر، بالإضافة إلى الفرق الواضح بين الجبال المطلة على ساحل البحر من حيث كبر حجم صخورها، واتساعها، ونعومة ملمسها، وقلة الأشجار بها، مما يضفي نوعا من التميز على المكان، وتفردا واضحا من حيث الشكل بين الجبال المجاورة له، ويجعله محط نظر الزائر ومحل إعجابه. وما إن يضع الزائر أولى خطواته داخل الصدع حتى يجد نفسه مجبرا على التوجه إلى "عين ماء". وهي أولى العيون التي تستقبل الزائرين، ويمتد الشق لأكثر من 30 كلم، وبعرض 10 أمتار، تتخلله ينابيع وجداول وشلالات دائمة الجريان، يمتزج صوت خرير مياهها مع أصوات العصافير، والطيور المغردة في بطن الوادي، ووسط أشجاره، ليبادلها الوادي رجع الصدى عندما تطلق أصواتها بين جنباته الصخرية شاهقة الارتفاع. ويمكن للزائر أن يستقل سيارته داخل الشق مسافة كيلومتر، بعدها يضطر للمشي على الأقدام لوعورة الطريق وسط الصخور والمياه التي تجري على مدار الساعة. ومما يضفي على المكان متعة وجمالا الشمس التي لا تزور الوادي إلا سويعات قليلة عندما تصل منتصف السماء، فتتعامد أشعتها على الأرض لتخترق الصدع. ولم تقتصر شهرة الوادي على مستوى منطقة تبوك، أو المناطق المجاورة، أو مناطق المملكة فحسب، بل تجاوزتها لتصل إلى أكثر من ذلك، حتى أصبح الوادي يشهد زيارات متكررة من قبل السياح من داخل المملكة وخارجها، خاصة من الأجانب المقيمين بالمملكة من مختلف الجنسيات. وطالبت أم محمد بإيجاد تنظيم يمكن السيدات من زيارة الموقع بعدم السماح للشباب بالتخييم على مدخل الممر. وتقول أخرى إنها جاءت ل"الطيب اسم" مرتين، ولم تستطع المرور على الممر الخشبي بسبب وجود تجمع للشباب على المدخل، مطالبة بوجود موظف أمن وسلامة في الموقع لتنظيم حركة السياح، وإنشاء دورات للمياه في مدخل المضيق، وتوفير مكان لبيع المشروبات الباردة والساخنة، ومنع الطبخ، وكذلك منع الجلوس لفترات طويلة في الموقع، لتمكين أكبر عدد ممكن من الزوار للتمتع بهذا الموقع الفريد. كما طالب المواطن عبدالله عائد الزوار بعدم تشويه الموقع، والعبث بمحتوياته، مشيرا إلى أن الموقع مساحته محدودة، ومع ذلك فسمعته كبيرة، ومنظره جميل. ويقول مدير فرع الهيئة العامة للسياحة بمنطقة تبوك، ناصر الخريصي إن "الهيئة قد قامت بفتح الطريق، وإنشاء ممر خشبي بطول 70مترا، لتمكين السياح من المرور عبر المضيق بيسر وسهولة، ومشاهدة تدفق المياه من أعلى الممر الخشبي، مشيرا إلى أن هذا الممر أتاح للأطفال والنساء المرور في المضيق بكل يسر". وأضاف أن "فرع الهيئة يعكف حاليا على تهيئة الموقع من خلال برنامج مرحلي تم البدء فيه لتنفيذ الحد الأدنى من المرافق والخدمات التي تخدم السياح من طرق ومواقف سيارات، وممرات مشاة، وأماكن جلوس مظللة، بالإضافة إلى المنشآت الضرورية، مثل مركز استقبال، ودورات مياه، ونقاط بيع، حسب احتياج كل موقع، ضمن رؤية تطوير مرحلية شاملة". وأشار الخريصي إلى أنه تم وضع لوحات إرشادية هدفها تقديم رسالة لإيصال مفهوم الشركة المجتمعية لزوار هذه الأماكن، للتعريف بأهمية هذه المواقع في خارطتنا السياحية، حتى تقدم معلومات كاملة تساعد السياح عند زيارة هذه المواقع الفريدة.